القدس، خاص ل"مصر الجديدة"- استدعى الجيش الإسرائيلي 16 ألفا من جنود الإحتياط، بينما تقبع الدبابات الإسرائيلية في محيط قطاع غزة، تأهبا لتوسيع العملية العسكرية "عامود السحاب" ضد غزة، التي انطلقت يوم الإربعاء. وسادت التكهنات في الأوساط الإعلامية الإسرائيلية بأن إطلاق الصواريخ على منطقة تل أبيب قد تسرّع في بدء العملية البرية على غزة، رغم أن الجهاز السياسي يفضل العمليات الجوية النوعية. وفي غضون ذلك، أرسل الرئيس المصري محمد مرسي رئيس الوزراء، هشام قنديل، إلى غزة، تضامنا مع حركة حماس، في حين استمرت كتائب القسام والجهاد الإسلامي في اطلاق الصواريخ إلى المدن الإسرائيلية. وصرح قنديل أن الوفد الذي ترأسه لزيارة غزة هو واحد من زيارات كثيرة قادمة. وقال محللون سياسيون في "إسرائيل" إن مصر برئاسة محمد مرسي باتت تنجرف وراء الأصوات المتطرفة في حزب الإخوان المسلمين، وتبذل طاقتها في تشجيع حركة حماس بدل التهدئة ما بين الحركة و"إسرائيل". وصرّحت مصادر في حركة حماس أن الزيارة جاءت من باب التضامن ولا تعني أن هنالك حديث عن تهدئة قريبة. وحثت الحركة أتباعها في رام الله على الخروج للتظاهر والتضامن معها، ونقلت وسائل إعلام عربية صور وقفات تضامنية أخرى مع غزة، في أرجاء العالم الإسلامي. وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن "غزة لن يسودها الهدوء هذه الليلة" بعد أن حاولت منظماتها الإرهابية قصف العمق الإسرائيلي، لا سيما قصف منطقة تل أبيب. وهاجم سلاح الجو الإسرائيلي زهاء 150 موقعا في غزة، تعتبرهم القيادة الأمنية في إسرائيلية ذا صلة بحركة حماس ونشاطها الإرهابي. وتحدثت الصحف الإسرائيلية عن مواقع قُصفت تم بها تطوير طائرة بدون طيار، منوهة بأن إيران تزود المنظمات في غزة بكافة المعلومات لتطوير الصناعة العسكرية هناك. وحفز الجيش الإسرائيلي شركة "رفائيل" للصناعات العسكرية، على نقل منصة إضافية لمنظومة "قبة حديدية"، هي الخامسة حتى الآن، لتنصب في وسط "إسرائيل"، وفي ذلك، سمعت ظهر اليوم الجمعة، صافرات الإنذار في تل أبيب والقدس، ونقلت وسائل الإعلام في "إسرائيل"، عن مصادر أمنية، أن صاروخيْن سقطوا في منطقة خالية من السكان في المنطقة. وتعد القيادة الأمنية والسياسية توجيه صورايخ حماس إلى تل أبيب والقدس تصعيدا خطيرا، وأن الحركة باتت تهدد المزيد من المواطنين الإسرائيليين، فإن كانت تهدد مليون إسرائيلي أصبحت تهدد مليونيين. وفي الظروف الراهنة، أصبح اجتياح غزة بريا، واقعا وشيكا. ورد وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، حين سئل إن كان يعلم متى تنتهي العملية العسكرية، التي صادق عليها هو ووزير الحكومة، قائلا:" لا نستطيع أن نتنبأ بدقة نقطة النهاية"، وأردف "لكنه من الواضح أننا لن نتوقف قبل تحقيق الأهداف التي وضعها المجلس الوزاري المصغر وهي: تقليص قصف صواريخ القسام، وتقوية الردع وتحسين الواقع الأمني لدى سكان الجنوب. وفي ذلك، صرّح وزير الجبهة الداخلية في "إسرائيل"، آفي دختير، بأن 550 صاروخا سقطوا في إسرائيل منذ انظلاق العملية العسكرية، وأن الأجهزة الأمنية جاهزة لتتصدى لمئات من الصواريخ. وأوضح ديختير، خلال زيارة قنديل في غزة، أن القيادة الأمنية لن تسمح بتهديد حياة رئيس الوزراء المصري. وتواترت تقارير في إسرائيل حول ملاحقة رموز بارزة في حركة حماس، إذ تم قصف بيت محمد السنوار، ومحمد أبو شمالة، وتفجير موقع بالقرب من بيت رئيس حكومة حماس، إسماعيل هنية. واقترحت مصادر أمنية في إسرائيل، أن القيادة السياسية في إسرائيل عازمة على ضرب حماس مهما كلف الأمر، إن استمرت في اطلاق الصواريخ. وحتى الساعة، تحظى العملية العسكرية الإسرائيلية على شرعية من قبل معظم الدول، خاصة الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وكان مجلس أمن الأممالمتحدة قد أنهى جلسة خاصة بالتطورات في غزة دون التنديد بإسرائيل. مع ذلك، حذرت مصادر سياسية في القدس من أن عملية برية في غزة قد تمس بتأييد الدول وبالشرعية التي تحظى لها إسرائيل.