كشف دراسة حديثة للدكتور زيدان هندي أستاذ كيمياء المبيدات والسموم بكلية الزراعة جامعة عين شمس عن أن استخدام المبيدات في مصر لا تحكمه ضوابط حقيقية، وأن 45% من المزارعين والمستهلكين يأكلون الحاصلات الزراعية المعاملة بالمبيدات الكيماوية دون أي اعتبارات لفترة ما قبل الحصاد بعد رشها مباشرة في حين أن هناك 35% يتناولون المحاصيل الزراعية بعد مرور يوم واحد فقط من رشها بالمبيدات، بينما يتناول 18% منهم الحاصلات بعد رشها بعدة أيام. وأوضح زيدان في دراسته أن معظم المزارعين يتخلصون من العبوات الفارغة عن طريق إلقائها في قنوات الري والصرف، ونادرًا ما يقومون بالتخلص منها بشكل آمن من خلال إلقائها في القمامة أو دفنها تحت الأرض. وأضاف زيدان : إن عددًا من الدراسات ذكرت أنه خلال ال30 سنة الماضية دخلت 620 ألف طن من المبيدات إلى مصر وأدت إلى تزايد حالات الفشل الكلوي والكبدي والسرطانات وغيرها من الأمراض، مؤكدًا على تمكن باحثة مصرية من تسجيل براءتي اختراع لاثنين من المبيدات الحيوية التي تكافح أمراض (العفن الرمادي ومرض البياض الدقيقي) التي تصيب أشجار الفاكهة والنباتات، وحقق الاختراع نسبة نجاح تتراوح ما بين 98 إلى 99% مقارنة بالمبيدات الكيماوية والتي تصل في أفضل الظروف إلى 91%، بخلاف أنهما يوفران 6% من تكلفة الإنتاج. وعن طريقة استخدام تلك المبيدات الحديثة، تشير الباحثة إلى أنه يتم رش النباتات بالمبيد خلال فترة النمو في الحقل لحمايتها من الإصابة بالآفات الزراعية، إلى جانب أن المبيد يعمل على تثبيط نمو الكائن الممرض بالنبات، وبالتالي يكافح أمراض العفن الرمادي ومرض البياض الدقيقي، دون أن يترك أي آثار كيماوية ضارة على النبات تقلل من فرص تصدير الحاصلات الزراعية فيما بعد. وأوضحت أن هذه المبيدات الحيوية لها تأثير قوي خلال فترة النمو ويمكن استخدامها عند رش النباتات بالمحاليل المغذية والمبيدات الكيماوية التي يتم استخدامها لمكافحة تلك الأمراض. ويضيف زيدان أن تحقيق الفاعلية لهذة المبيدات لا يعنى التطبيق الفوري لها تحت زعم أنها من مصادر طبيعية ولا خطورة منها، وقال: هذا كلام مغلوط؛ لأنها قد تحمل سموماً عاتية أكثر خطورة من المبيدات التقليدية لذلك لا يمكن السماح بتسجيلها وتداولها إلا بعد الاختبارات الخاصة بتقويم المخاطر والدراسات المتعلقة بالسمية الحادة والمزمنة بعد أن تستكمل دراسات عزل وتنقية وتعريف المركبات الكيميائية الموجودة في هذه المستحضرات خاصة ال"توكسينات" السامة وهذا قد يتطلب ما لا يقل عن 10سنوات من البحوث في المعامل المرجعية ولا داعي للتسرع في التوسع في استخدام هذه المستخلصات، فهي لا تعتبر حلاً شاملاً وبدائل للمبيدات التقليدية، ولكنها قد تكون فعالة من خلال برامج الإدراة المتكاملة لمكافحة الآفات. ويشير زيدان إلي ما حدث من انتكاسة في انتاجية القطن 1998 من جراء التوسع في استخدام مثل هذة المستخلصات وما أطلق عليها المنقوع ومستحضرات الخميرة تحت زعم أن لها تأثيرات فعالة على دودة ورق القطن والحشرات الأخرى مما أدى إلى تدني الإنتاجية وكان ذلك درساً لا يمكن نساينه، بعد أن أوصى بإضافة كمية من الصابون السائل المستخدم في المنازل إلي المستخلص النباتي لتحسين كفاءة بعض المستخلصات النباتية أثناء الرش موضحا أن إضافة الصابون السائل إلي محاليل رش المبيدات التقليدية تحت زعم تعديل درجة الحموضة أدى بعد ذلك إلى تدهور إنتاجية الزراعات المختلفة عام 1998وخاصة زراعات القطن. وحذر هندي من خطورة حدوث الخلل المائي للمواد الفعالة الموجودة في المستخلصات خلال يوم أو يومين مما قد يحدث تأثيرات جانبية ضارة على النباتات، بالإضافة إلى عدم التأكد من إمكانية تحقيق مكافحه فعالة للآفات. ويري زيدان أن هذه الطرق مجرد اجتهادات لا أساس لها علميا، بل بالعكس قد يؤدي تكرارها إلى عواقب وخيمة خاصة إذا استخدمت مع الأشجار والخضروات، وقال: إن العبرة ليست بتحقيق فاعلية أو مكافحه سريعة، ولكن سيظل السؤال وماذا بعد ذلك؟