ازدات قوة الإعصار ساندي مع اقترابه من الساحل الشرقي للولايات المتحدة، حيث أعلنت السلطات في الولايات المحاذية للمحيط الأطلسي حالة الطوارئ. وأمرت سلطات ولاية نيويورك بإجلاء 370 ألف شخص، خاصة في البلدات الساحلية والمناطق المنخفضة، فيما أجلت مدن أخرى من سكانها وألغت سلطات الطيران أكثر من 7400 رحلة جوية خشية من الإعصار الذي من المتوقع أن يكون أسوا عاصفة تشهدها المنطقة.
واصطف سكان واشنطنونيويورك وبوسطن في طوابير طويلة أمام أبواب المحال التجارية للحصول على مؤن الطوارئ مثل المياه المعبئة والمعلبات والبطاريات.
وألغيت الدراسة في معظم ولايات الساحل الشرقي، وعلقت جميع خدمات الحافلات والقطارات في نيويورك وفيلادلفيا وواشنطن.
وأعلنت بورصة نيويورك وناسداك وأسواق الأوراق المالية في شيكاغو أنها ستغلق يوم الاثنين وربما حتى يوم الثلاثاء. كما أغلق أيضا مقر الأممالمتحدة ومسارح برودواي في نيويورك وملاهي نيوجيرزي.
وكان مركز الأعاصير الوطني قد أعلن أن سرعة الرياح بلغت 140 كيلومترا في الساعة مقارنة مع 120 كلم في الساعة مساء الاحد، وأن الإعصار أصبح على مسافة نحو 615 كيلومتر جنوبنيويورك صباح الاثنين.
ويمتد الإعصار ساندي على مسافة واسعة تصل إلى 780 كيلومتر، تؤدي فيه عوامل مناخية أخرى والتضاريس إلى هبوب رياح عاتية في منطقة ما وفيضانات في منطقة أخرى، فيما قد تشهد المناطق المرتفعة سقوط ثلوج بمعدلات غير مسبوقة.
وأرغم الأعصار الرئيس باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني على إلغاء جولات انتخابية عدة كانت مقررة ضمن الحملة الانتخابية وأثار مخاوف من تعطيل التصويت المبكر الذي تسمح به بعض الولايات، وذلك قبل ثمانية أيام من الانتخابات المقررة في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وتوجه رومني إلى أوهايو بعد الغاء ثلاث تجمعات انتخابية كانت مقررة في فرجينيا. كما ألغى الرئيس أوباما الاثنين جولة انتخابية في فلوريدا وأوهايو وقرر العودة إلى البيت الأبيض "لكي يشرف على التحضيرات" لوصول الاعصار الذي يمكن أن يخلف أضرارا كبيرة تتجاوز أضرار الإعصار ايرين عام 2011 الذي أدى إلى مقتل 47 شخصا وخسائر مادية بقيمة 15 مليار دولار.
كما ألغت الحملتان تجمعات انتخابية في نيوهامبشير التي يمكن أن تواجه رياحا شديدة وأمطارا غزيرة.
وعمل المسؤولون في المناطق الواقعة في مسار الإعصار على ضمان ألا يؤدي انقطاع الكهرباء لفترات طويلة إلى إفساد عمليات التصويت المبكر التي تبدو حيوية لكلا المرشحين هذا العام.
وأقر مسؤولون في الحملتين بأنه بعد سنوات من التخطيط المكثف وإنفاق نحو ملياري دولار على الحملات الانتخابية فإن الإعصار تسبب في إدخال عنصر فوضى في اللحظة الأخيرة.
لكن أوباما قلل من تأثير الإعصار على التصويت، فيما أعلن بوب مكدونيل الحاكم الجمهوري لولاية فرجينيا أن ولايته تعتزم تمديد ساعات التصويت المبكر وإعادة الكهرباء سريعا لمراكز الاقتراع في حال انقطاعها.
ووقع أوباما اعلانات طوارئ تقضي بمنح أموال فدرالية لمواجهة الكوارث لكل من ولايات نيويورك وماساشوستس وكوناتيكيت وميريلاند ونيوجيرسي وبنسلفانيا ورود ايلاند ومدينة واشنطن.
يذكر أن الرئيس السابق جورج بوش واجه انتقادات شديدة بسبب رد فعله الذي اعتبر بطيئا بعد مرور الاعصار كاترينا الذي أدى عام 2005 الى مقتل اكثر من 1800 شخص، ولم يشأ الرئيس باراك أوباما المخاطرة، إذ امر أجهزة الطوارئ في البلاد بالاستعداد وطلب من الناس أخذ الإعصار على محمل الجد. ولا تخلو المأساه المتوقعة من طرافة، مصدرها تساؤل مفاده: لماذا اشتهرت دائما وتاريخيا أقوي الأعاصير بتسميتها بأسماء نسائية مثل ساندي وليلي .. بل إن كلمة "هوريكين" باللغة الإنجليزية هي كلمة مؤنثة..؟؟ ونترك لحسن فطنة القارئ البحث عن إجابة.