صنعاء/عدن (رويترز) - قتلت قوات الامن اليمنية بالرصاص 12 شخصا على الاقل خلال مظاهرة مناهضة لحكم الرئيس علي عبد الله صالح في العاصمة صنعاء يوم السبت وفجر مسلحون من تنظيم القاعدة خط أنابيب لتصدير الغاز مما أدى الى وقف صادرات البلاد من الغاز. وقال مسؤولون يمنيون ان الهجوم على خط انابيب الغاز الذي تديره شركة توتال الفرنسية جاء ردا على مقتل رئيس القسم الاعلامي بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب في غارة جوية على مواقع للمتشددين في اليمن. وفي صنعاء قتلت قوات الامن بالرصاص 12 متظاهرا على الاقل في تفجر جديد للعنف في الوقت الذي ينتظر فيه اليمنيون موافقة مجلس الامن التابع للامم المتحدة على مشروع قرار من المتوقع ان يحث صالح على تسليم السلطة بموجب خطة سلام خليجية. ويعد مقتل ابراهيم البنا - وهو مصري الجنسية يصفه المسؤولون اليمنيون بانه أخطر المتشددين المدرجة اسماؤهم على قائمة اليمن للمطلوبين- و23 اخرين في وقت متأخر يوم الجمعة- ضربة جديدة للقاعدة التي تعتبرها واشنطن اشد خطر على الولاياتالمتحدة بعد مقتل انور العولقي الشهر الماضي. لكن تدمير خط الانابيب التابع لشركة توتال الفرنسية والذي ينقل الغاز من محافظة مأرب بوسط البلاد الى ميناء بلحاف على بحر العرب من المتوقع ان يوجه ضربة شديدة للاقتصاد اليمني الذي يعاني بالفعل من أشهر من الاحتجاجات المناهضة لصالح. وقالت وزارة الدفاع اليمنية ان قواتها الجوية استهدفت مخابيء للمتشددين قرب بلدة عزان في محافظة شبوة الجنوبية في هجوم قال سكان المنطقة انه اسفر ايضا عن مقتل الابن الاكبر للعولقي وأحد ابناء عمومته. لكن السكان والمسؤولين المحليين عبروا عن اعتقادهم بأن الطائرات التي شنت ثلاث ضربات على الاقل في المنطقة هي طائرات اجنبية كانت تحلق عاليا واصغر من الطائرات السوفيتية الصنع التي تستخدمها القوات الجوية اليمنية. وقال شاهد لرويترز طالبا عدم الكشف عن هويته "كانت هناك طائرات تحلق عاليا. سمعت اصوات محركاتها لكنني لم استطع تمييزها..وفجأة اهتزت المنطقة بالانفجارات المتتابعة." ووصف مسؤول يمني البنا بأنه أحد أخطر المتشددين وأحد أكثر المطلوبين دوليا. وقال شهود ان متشددين شوهدوا وهم ينقلون عدة جثث وعددا غير معلوم من المصابين من الموقع بعد الغارة التي وقعت في وقت مبكر يوم السبت. وقتلت طائرة أمريكية بلا طيار الشهر الماضي انور العولقي الذي وصفته المخابرات الامريكية بانه "رئيس العمليات الخارجية" لجناح القاعدة. وقال اقارب العولقي انه من المقرر دفن نجل العولقي وابن عمه في موقع الهجوم. وسيطر متشددون اسلاميون على صلة بالقاعدة على قطاعات كبيرة من محافظة أبين الجنوبية منها زنجبار عاصمة المحافظة في وقت سابق من هذا العام. وتمكن الجيش اليمني الشهر الماضي من طرد المتشددين من زنجبار التي تقع شرقي ممر شحن استراتيجي تمر من خلاله نحو ثلاثة ملايين برميل من البترول يوميا. قال سكان ومسؤولون ان خط الانابيب الذي يمتد لمسافة 322 كيلومترا والذي يربط حقول الغاز في مأرب شرقي صنعاء بمقر منشأة الغاز الطبيعي المسال التي تديرها شركة توتال وتبلغ تكلفتها 4.5 مليار دولار تم تفجيره بعد وقت قصير من الغارات الجوية. وقالت مصادر في توتال لرويترز ان خط الانابيب فجر في مكانين مما أدى الى توقف امدادات الغاز. وقال شهود ان النيران يمكن رؤيتها من على بعد كيلومترات. وأجلت الشركة ما يقرب من نصف موظفيها الاجانب الى جيبوتي المجاورة وأرسلت بعض المهندسين المحليين والفرنسيين لبدء عملية اصلاح الخط. وتملك ثلاث شركات كورية جنوبية أسهما في المنشأة التي افتتحت عام 2009 وكانت أكبر مشروع صناعي نفذ في اليمن. وكانت منشأة الغاز الطبيعي المسال التي تقودها توتال وهي المنتج الوحيد للغاز الطبيعي المسال بالبلاد قد نبهت المستهلكين في مارس اذار من احتمال تقليص الامدادات بسبب انتشار العنف. وفي صنعاء أنهت اعمال عنف شديدة حالة من الهدوء المؤقت في الوقت الذي ينتظر فيه اليمنيون ما ستسفر عنه مداولات في مجلس الامن الدولي تهدف الى الضغط على صالح للاستجابة لمبادرة خليجية لتسليم السلطة لنائبه في اطار خطة لانهاء اشهر من الاحتجاجات. وقال شهود ومسعفون ان قوات الامن اليمنية فتحت النار على عشرات الالاف من المتظاهرين المناهضين للحكومة كانوا يحاولون القيام بمسيرة نحو ابنية حكومية مثل القصر الرئاسي. وقالوا ان عشرات الاشخاص اصيبوا ايضا بجروح ونقلوا الى مستشفى ميداني في شارع الستين بالعاصمة حيث يعتصم الاف من معارضي الرئيس اليمني منذ شهور مطالبين صالح بالتنحي. وذكرت مصادر حكومية ان جنديا تابعا للحكومة اليمنية قتل ايضا في الاشتباكات. وقال شهود ان القوات استخدمت في باديء الامر الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لفض المتظاهرين الذين ردوا برشق قوات الامن بالحجارة. وقال شاهد "اصيب عشرات الاشخاص ايضا في الاشتباكات." وقال طارق نعمان مدير المستشفى الميداني لقناة الجزيرة الفضائية ان المستشفى استقبل جثث عشرة اشخاص ومئات المصابين. وقال عبده الجندي نائب وزير الاعلام اليمني ان عدد القتلى اقل من ذلك. وفي حادث منفصل قال شهود ان قوات حكومية خاضت معارك عنيفة مع مسلحين موالين للزعيم القبلي القوي صادق الاحمر الذي يدعم مطالب المعارضة بانهاء حكم صالح المستمر منذ 33 عاما. وقالوا ان القتال تركز في حي الحصبة بصنعاء حيث يعيش الاحمر وبالقرب من المطار الذي اغلق بسبب القتال. وقالت مصادر بالمعارضة ان اربعة مقاتلين قبليين قتلوا في الاشتباكات.