شنت قوات النظام الليبي الجديد الجمعة هجوما على المربع الاخير لانصار العقيد معمر القذافي في سرت وقصفوه بالمدفعية والقذائف المباشرة. واكد مسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي ان اشتباكات جرت الجمعة مع مسلحين موالين للزعيم الليبي الفار معمر القذافي في حي بوسليم في طرابلس للمرة الاولى منذ سقوط العاصمة في 23 اب/اغسطس ما ادى الى وقوع ثمانية جرحى. وبعد ان اعلن مقاتلو النظام الجديد في الاسبوع الفائت ان سقوط سرت مسقط راس القذافي وشيك، بدا الجمعة ان السيطرة على المدينة اصعب مما كانوا يتوقعون حيث ما زالوا يواجهون الجمعة مقاومة عنيفة من آخر الجنود الموالين لمعمر القذافي من دون ان يتمكنوا من طردهم من معاقلهم الاخيرة. وينتظر المجلس الانتقالي سقوط سرت (360 كلم شرق طرابلس) لاعلان "تحرير البلاد بالكامل" واستئناف مباحثاته لتشكيل حكومة توكل اليها ادارة المرحلة الانتقالية. لكن قلة خبرة مقاتليه تحول دون تطبيق استراتيجية قتال منظمة لمواجهة حفنة من الموالين. وتجمع مقاتلو المجلس الانتقالي صباح الجمعة في المقر العام لشرطة سرت حيث تراجعوا الخميس بعد انسحابهم كيلومترين الى الوراء في وجه رد قوات القذافي العنيف. وشنوا هجومهم على قوات القذافي المتحصنة في حي الدولار و"الحي رقم 2" الراقيين شمال غرب المدينة. وتوجه عدد كبير من مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي في شاحنات وسيرا الى تلك المناطق. وصرح القيادي في قوات المجلس مصطفى الابيض "ان قناصة القذافي عالقون في الحي رقم 2 ونحن نحاصرهم". وارتفعت اعمدة من الدخان الكثيف من الحيين بعد قصفهما بعد الظهر بالمدفعية الثقيلة وقنابل الهاون بجسب مراسل فرانس برس. ونجحت مجموعة من المقاتلين في السيطرة على مدرسة على تخوم حي الدولار قصفوا منها المنطقة ما استدعى ردا عنيفا من انصار القذافي. عندئذ تراجعت قوات المجلس الوطني الانتقالي للقصف بقذائف 130 ملم. وقتل ستة اشخاص على الاقل وجرح خمسون بحسب مصادر طبية في مستشفيين ميدانيين. وافاد مراسل فرانس برس ان مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي عادوا الى مقر الشرطة ليلا. وقال احد المقاتلين عبد السلام الفرجاني "ننتظر الاوامر وستنتهي معركة سرت قريبا، لكن الحرب في ليبيا لن نتهي الا بالقبض على القذافي". وفي الاثناء ما زالت السلطات الليبية الجديدة تبحث عن معمر القذافي الفار منذ 23 اب/اغسطس تاريخ سقوط طرابلس بعد ان حكم البلاد 42 سنة، وابنيه المعتصم وسيف الاسلام، ويقول المقاتلون ان الاول في سرت والثاني في بني وليد. وفي طرابلس اكد المجلس الانتقالي ان اعتقال الزعيم السابق "مسألة وقت فقط" لكنه تساءل ما اذا كان الاعلان الاربعاء عن اسر المعتصم، الذي تم نفيه بعد ذلك، مجرد تضليل اعلامي. وقال عبد الرحمن بوسين الناطق العسكري باسم المجلس الانتقالي "قد تكون استراتيجية تتمثل في بث الاشاعات ليعم الغموض وتمكينه من الفرار من سرت" حيث يتوقع المقاتلون ان يكون مختبئا. واضافة الى سرت تطوق قوات المجلس الانتقالي بني وليد وهي ايضا من معاقل قوات القذافي (170 كلم جنوب غرب طرابلس). واكد القادة الميدانيون ان المعارك متوقفة للاعداد لهجوم جديد على رجال القذافي ال1500 الذين مازالوا في المدينة. وطلبت مسؤولة من الاممالمتحدة الجمعة من السلطات الليبية الجديدة تسوية اوضاع اكثر من سبعة الاف شخص بينهم عمال اجانب معتقلون في ليبيا في اطار النزاع. وفي تصريح صحافي، قالت المسؤولة عن شعبة دولة القانون والمساواة وعدم التمييز في المفوضية العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان منى رشماوي "قد يكون هناك اكثر من سبعة الاف" شخص معتقلين في 67 سجنا في كل انحاء البلاد. واضافت ان من بين هؤلاء السجناء "عمالا مهاجرين ومقاتلين ومرتزقة على الارجح". وقررت فرنسا ارسال فريق طبي الى بنغازي في مهمة من اربعة اسابيع تلبية لطلب رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل، كما اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة. واوضح المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو ان هذا الفريق المؤلف من عشرين شخصا من مؤسسة الاعداد وتلبية الحالات الصحية الطارئة التابعة لوزارة الصحة، سيبدا العمل بحلول 48 ساعة في المستشفى المركزي في بنغازي. واعلن اندرو شابيرو مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون العسكرية والسياسية الجمعة في بروكسل ان الولاياتالمتحدة ارسلت فريقا من 14 خبيرا الى ليبيا وتستعد لارسال 50 اخرين، للمشاركة في البحث عن اسلحة فقدت خلال الاحداث الاخيرة في ليبيا ولتجنب وقوعها في ايد غير امينة. ويندرج هذا الاجراء في اطار برنامج اميركي يرمي الى مساعدة السلطات الليبية الجديدة على ضمان امن مخزون الاسلحة، على ما اكد شابيرو لصحافيين.