أعلن لبنان يوم السبت رفع سرعات الانترنت وخفض تكاليف الاتصال في خطوة تهدف الى تطوير الخدمة التي تصنف حاليا ضمن أسوأ خدمات الاتصال بالشبكة في الشرق الاوسط. ورغم أنه يعتبر رائدا في أنشطة الاعمال العربية الا أن الانترنت في لبنان هي الابطأ والاعلى تكلفة في الشرق الاوسط بل وعلى مستوى العالم أيضا بحسب تصنيفات كثيرة. وكثيرا ما تصنف أوكلا وهي شركة تختبر سرعات الانترنت لبنان في المركز الاخير على مؤشرها العالمي ويحتل البلد دائما ترتيبا أدنى من دول أقل تطورا بكثير مثل أفغانستان وبوركينا فاسو. ويبلغ السعر الحالي للاتصال بسرعة واحد ميجابت في الثانية - وهو ثاني أسرع خيار - نحو 76 دولارا في الشهر. وبموجب الاسعار الجديدة ستكون تلك ثاني أبطأ سرعة متاحة وبسعر يبلغ نحو 16 دولارا. وقال وزير الاتصالات اللبناني نقولا صحناوي لتلفزيون رويترز من منزله بوسط بيروت " حيطلعوا كل البرامج اللي كان عنده ر256رر128. ر512.كله حيطلع على (بالانجليزية) واحد ميجابيت في الثانية وحيدفع الفاتورة ال 24 ألف (ليرة لبنانية)..اللي هي الفاتورة الاكبر. هلا تدريجيا بيصير عنده هو خيار انه يشترك يعلي الاشتراك الخاص به الى (بالانجليزية) اثنين ميجابيت أو الى اربعة ميجابيت الى ستة ميجابيت الى ثمانية ميجابيت. هلا هذا اللي هو السلعة القصوى..يعني هذا حتى واحد ميجابيت حتى اثنين ميجابيت..احنا بنشتغل على الشبكة..الفني بيشتغل على الشبكة بسرعة ليسمح للبنانيين ينتقلوا بسرعة." وبشكل منفصل يجري حاليا اختبار خدمة الجيل الثالث حيث يقوم أربعة الاف لبناني بتجربة المنتج قبل طرحه في وقت لاحق هذا الشهر. وأضاف صحناوي لرويترز "بعشرين تشرين الاول (أكتوبر) حنطلق المرحلة الاولى ( بالانجليزية) للجيل الثالث (3G) اللي هي حتغطي مناطق محددة. بالنسبة ل (شبكة) ام.تي.سي صيدا-بيروت وطرابلس. بالنسبة (لشبكة) ألفا بيروت وقسم كبير من جبل لبنان. تدريجيا الشركات حتقدم برنامج عن كيف بدها تنتقل لكل مناطق لبنان..تدريجيا وبتكون غطت كل لبنان باخر شباط (فبراير)..باخر شباط بنعلن انه صار 3G مغطي كل مناطق لبنان." وقال صحناوي ان عدم وجود انترنت سريع ورخيص في لبنان أثر بشدة على الافراد ومجتمع الاعمال هنا. ويلقي منتقدو الحكومة وشركات الاتصالات الخاصة باللوم في تأخر ذلك القرار على الفساد وسوء الادارة والخلافات السياسية. ويملك لبنان منذ فترة طويلة الامكانيات المادية اللازمة لاتاحة اتصال رخيص عالي السرعة بالانترنت وفي ديسمبر كانون الاول 2010 بدأ تشغيل كابل الالياف البصرية البحري ايميوي ( الهند-الشرق الاوسط-غرب أوروبا) الذي يبلغ طوله 13 ألف كيلومتر والذي ربط لبنان بما يصل الى الهند شرقا وفرنسا غربا. لكن لبنان أرجأ استخدام الكابل حتى يوليو تموز بعد سجال داخلي بين وزارة الاتصالات وأوجيرو شركة الخطوط الارضية الحكومية بشأن حقوق الاستخدام. وينظر الى الخلافات على أنها ذات دوافع سياسية حيث تخضع كل من الوزارة وأوجيرو لسيطرة طرفي نقيض ضمن الطيف السياسي اللبناني الواسع والمنقسم على أساس الطائفة والايديولوجية. ومازالت هناك مخاوف بين مزودي خدمة الانترنت من القطاع الخاص من أن أوجيرو التي تسيطر على نحو 80 بالمئة من كابلات الانترنت في لبنان ستتأخر في تقديم الخدمة المحسنة. وطور بالفعل مزودا خدمة رئيسيان يعتمدان على أوجيرو في الحصول على النطاق - هما تيرانت واي.دي.ام - خدماتهما للانترنت امتثالا الى القرار. وقال خلدون فرحات المدير العام لشركة تيرانت "فالسرعة حتصير أسرع../بالانجليزية/ الصوت اللي بيستعمله الشخص حيصير اسرع أوفر له يعني بيقدر يستخدمه مش حيضطر يعبيء مرة ثانية والاسعار حتنخفض. هلا نحن متوقعين التغيير يصير بأول أكتوبر مثلما وعد وزير الاتصالات والمدراء العامين بالوزارة." لكن أثر التطوير لم يظهر على الفور. فقد أظهر مؤشر الشبكة يوم السبت (أول أكتوبر) لبنان في المركز قبل الاخير متقدما فقط على ايران.