طرابلس (رويترز) - قال مهندس يعمل بشركة الواحة للنفط الليبية يوم الاحد ان قوات موالية للزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي دمرت سيارات ومعدات في بعض الحقول المملوكة للشركة بينما مازال الوضع الامني غير مستقر في حقول أخرى مما يحول دون تفقدها. والواحة للنفط مملوكة للمؤسسة الوطنية للنفط الليبية في مشروع مشترك مع شركات كونوكو فيليبس وماراثون وأميرادا هيس الامريكية. وقبل تفجر الصراع كانت الشركة تضخ نحو نصف مليون برميل من النفط يوميا لكنها لا تنتج الخام حاليا. وقال عبد اللطيف الحتواش وهو مهندس عمل لدى الواحة للنفط لستة وثلاثين عاما "قام (مديرو الشركة) بارسال مجموعة من المهندسين وذهبوا لتفقد الاضرار لكنهم لم يستطيعوا الوصول الى كل المواقع لان بعضها مازال خطرا لان قوات القذافي مازالت هناك." وتشغل الواحة أربعة حقول نفط رئيسية من بينها الواحة والظهرة والسماح ولها مركز عملياتها الرئيسي في مرفأ السدر بالساحل الليبي على البحر المتوسط. وقال "الواحة ليس امنا بعد والسماح غير امن بعد لكن استطاعوا زيارة حقل جالو وأبلغوا أن قوات القذافي دمرت كل شيء .. المخزن والمنشات ومقار الاقامة. ذهبوا الى هناك ودمروا المعدات وأخذوا معظم قطع الغيار." وقال "في غارة من الغارات أخذوا 127 شاحنة من مرفأ السدر وأحد مديري النقل التابعين لنا سلم قوات القذافي 60 سيارة لاند روفر جديدة. لدينا التقرير. كان مواليا للقذافي." وتسيطر قوات الحكومة الانتقالية الجديدة على معظم الاراضي الليبية لكن الوضع الامني متفاوت ومازال القتال دائرا في سرت على ساحل البحر المتوسط وفي بني وليد جنوب شرقي طرابلس. ومنذ أسابيع فحسب لقي 17 شخصا حتفهم في هجوم شنته مجموعة مسلحة على راس لانوف أكبر مصفاة نفط ليبية. وقال الحتواش "لا يوجد أمن ولا كهرباء ولا طعام والمخازن تتعرض للنهب." وأضاف "في بعض المناطق 90 بالمئة من قطع الغيار والمحركات دمرت ولا نستطيع بدء الانتاج لحين استبدالها لان الوضع خطير." وقال الحتواش ان الامر قد يستغرق ستة أشهر لاصلاح المنشات في الحقول التي تفقدها فريق الواحة للنفط ومما يعطل استئناف العمل أيضا أن عمالا مهمين يقولون انهم لن يعودوا الى الحقول لحين موافقة مديرين يعتبرونهم من فلول نظام القذافي على التنحي. وقال انه في حالة تسوية النزاع الداخلي فان المهندسين وسائر العمال مستعدون لبدء العمل لاعادة تشغيل حقول الواحة للنفط. وقال "معظم من يعملون في انتاج النفط حاضرون. يمكننا أن نعمل بدون المديرين. يمكننا أن نبدأ من غد اذا توافر لنا ما يكفي من وسائل النقل والمعدات والادوات والمواد." كان الحتواش شارك يوم الاحد مع مئات من موظفي الواحة للنفط في مظاهرة خارح مقر الشركة للمطالبة بتغيير الادارة. ويظهر الاحتجاج حجم الحرية التي يتمتع بها الليبيون الان بعد انهاء حكم القذافي وحجم المظالم التي تراكمت على مدى عقود. وقالت وداد السيد وهي موظفة بالشركة منذ أربع سنوات "يجب أن يرحل رئيس مجلس الادارة والاعضاء على الفور." وقالت "كل شيء توقف لثمانية أشهر وهذا ليس في مصلحة ليبيا. لكن كل الموظفين في الحقول يرفضون العودة لانهم لن يثقوا في الادارة مجددا." كانت ماراثون أويل قالت في أغسطس اب انها أجرت مباحثات أولية مع الحكومة المؤقتة للمجلس الوطني الانقالي بشأن استئناف الانتاج في حقل الواحة. لكن الشركة قالت انها لن ترسل موظفين الى ليبيا قبل أن تستطيع التأكد من سلامتهم.