تناولت الصحف البريطانية الصادرة الاثنين عددا من قضايا الشرق الأوسط من بينها دور رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في الحملة العسكرية على ليبيا ورواية طبيبة بحرينية عن التعذيب الذي تعرضت له داخل السجن بعد قيامه بمعالجة محتجين ضد الحكومة البحرينية. ونشرت الغارديان على صفحتها الرئيسية موضوعا حول الدور الذي لعبه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في الحملة العسكرية على ليبيا. وانفردت الغارديان بتحقيقات أجرتها على مدار الأشهر الماضية حول الحملة العسكرية على ليبيا وكتبت تحت عنوان كيف تجاهل كاميرون الشكوك حول الحملة العسكرية على ليبيا عن الضغوط التي مارسها كاميرون للقيام بعمل عسكري. وكشفت تحقيقات الصحيفة عن تجاهل كاميرون لتحذيرات وزراء حكومته وأجهزة الاستخبارات البريطانية من نتائج هذه الحملة وبخاصة أن الأخيرة كانت ترى أنه من الأفضل أن تتعاون مع الشيطان الذي تعرفه في إشارة للعقيد معمر القذافي. وأجرت الصحيفة مقابلات مع عدد من الوزراء والمسؤولين الكبار اتضح من خلالها أن المجلس الوطني الانتقالي الليبي أكد لبريطانيا وجود خلايا نائمة مستعدة للانتفاض في حال وصول القوات المناوئة للقذافي إلى طرابلس. كما أظهرت التحقيقات الدور الذي لعبته وزارة الدفاع البريطانية والتي قدمت دعما لوجيتسيا لقوات المجلس الانتقالي في طرابلس وكذلك في جبال نفوسه وتمهيد طريقهم إلى العاصمة. وقالت الغارديان إن بريطانيا أخذت زمام المبادرة في الضغط في أوائل الصيف للقيام بحملة عسكرية ضد القذافي من غربي ليبيا بينما رأت فرنسا الشريك الرئيسي في الحملة أنه يمكن الإطاحة بالقذافي عن طريق دعم قوات معارضة له من ناحية الشرق. كما كشفت تحقيقات الصحيفة عن رسالة بعث بها القذافي إلى وزارة الخارجية البريطانية يقول فيها إنه مستعد لبدء عملية سياسية في بلاده مقابل اعتباره رمزا وطنيا لليبيا على غرار الملكة في بريطانيا . أما صحيفة الاندبندنت فانفردت برواية الطبيبة البحرينية رولا الصفار التي تحدثت عن التعذيب الذي تعرضت له داخل السجون بعد اعتقالها إلى جانب عدد من الأطباء والمسعفين بعد قيامهم بمساعدة وعلاج المتظاهرين الذين سقطوا في الاحتجاجات المناوئة للحكومة في وقت سابق من العام الجاري. وتتذكر الطبيبة التي قضت محكمة عسكرية بحبسها 15 عاما المعاملة السيئة التي تعرضت لها على يد قوات الأمن ومحاولة الشرطة إجبارها هي وزملائها على الاعتراف بما يسمى مؤامرة الأطباء للإطاحة بالحكومة البحرينية. وأشارت الاندبندنت إلى أنها أجرت مقابلة مع الطبيبة عبر الهاتف قبل ساعات من الحكم عليها بالسجن وترحيلها لقضاء العقوبة. ونقلت الصحيفة عن الصفار قولها لقد كان كابوسا، لقد تعرضت لصدمات كهربائية والضرب بالأسلاك ولم يسمحوا لي بالنوم لثلاثة أيام . وأضافت أنها حصلت على زجاجة مياه واحدة للشرب خلال جلسات الاستجواب التي استمرت أسبوعا أما الإذن بالذهاب إلى دورة المياه فكان يتوقف على مزاج رجال الأمن . وقالت الصحيفة إن الصفار شعرت برعب شديد بعد رؤيتها طالبات في المدارس وهن في حالة صدمة بعد تهديدهن خلال التحقيقات بالاغتصاب. وأعربت الصفار عن اعتقادها أن بعض الطالبات تعرضن بالفعل لاعتداءات جنسية ولكن لا يستطعن إعلان ذلك خوفا من السلطات. ومازلنا مع صحيفة الاندبندنت التي تناولت قضية أخرى وهي القضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط. وقالت الصحيفة إن إسرائيل أغضبت أوثق حلفائها الأوروبيين بالإعلان عن بناء وحدات استيطانية جديدة في الشرق الأوسط في إشارة إلى ألمانيا. وأوضحت أن المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أعربت عن غضبها الشديد خلال محادثة شخصية مع نتنياهو بسبب الإعلان الإسرائيلي وذلك لأنها بذلت مجهودا كبيرا لعرقلة مسعى الفلسطييين في الأممالمتحدة والضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإقناعه بالعودة إلى المفاوضات المباشرة. ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم ميركل قوله إنها لا تتفهم كيف سمح نتنياهو بالمضي قدما في خطة بناء المستوطنات. وأوضحت الاندبندنت أن القرار الإسرائيلي قد يدفع ألمانيا إلي الموافقة على اقتراح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بمنح الفلسطينيين صفة دولة غير عضو في الأممالمتحدة. وفي الشأن السوري، تناولت صحيفة الديلي تلغراف اجتماع المعارضة السورية في تركيا والإعلان عن تشكيل مجلس وطني. وقالت الصحيفة تحت عنوان المعارضة السورية تتحد في مواجهة الأسد وخطر الحرب الأهلية إن الإعلان عن تشكيل مجلس وطني سوري في اسطنبول يعد أكبر خطوة جدية تتخذها المعارضة لتوحيد صفوفها المشتتة. وأضافت التلغراف أن الإعلان يأتي في أعقاب خمسة أيام من المعارك الضارية بين الجيش السوري والمنشقين عنه في مدينة الرستن وسط البلاد وهي المعارك الذي تثير المخاوف بشأن اندلاع حرب أهلية. وتحذر الصحيفة من خطر الانقسام الطائفي في سورية التي تسودها الاضطرابات وذلك لأنه قد يساعد على تصاعد وتوحش أي نزاع مسلح في البلاد. وأشارت التلغراف إلى أن المعارضة حتى الآن تركز على المظاهرات السلمية وإن كانت قد ذكرت مؤخرا أن بعض المتظاهرين حملوا السلاح للدفاع عن أنفسهم ضد هجمات الجيش السوري. وتقول الصحيفة إن تشكيل مجلس وطني يعني أن المعارضة تسير على خطى نظرائهم في ليبيا الذين شكلوا المجلس الوطني الانتقالي خلال الثورة التي أطاحت بالقذافي وانتزع الاعتراف الدولي وأصبح الجهة الرسمية التي تدير شؤون البلاد. وترى الصحيفة أن هناك اختلافا بين الحالتين ففي الوقت الذي قامت المظاهرات الحاشدة في سورية بزعزعة استقرار أحد أكثر الأنظمة الحاكمة استبدادا في المنطقة إلا أنها لم تحقق مكاسب كبيرة في الأشهر الأخيرة إضافة إلى أنها لم تكسب أرضا ولا توجد لديها قيادة واضحة.