غادرت سفينة تركية للتنقيب عن النفط يوم الجمعة ميناء ازمير المطل على بحر ايجة للقيام بعمليات مسح قبالة شمال قبرص وسط توترات مع القبارصة اليونانيين في الجزيرة المقسمة بشأن الحقوق في احتياطيات النفط والغاز بشرق البحر المتوسط. ولم يظهر اي مؤشر على مرافقة قوات من البحرية التركية للسفينة وطاقمها المكون من عشرة أفراد حين أبحرت. وكان وزير الطاقة تانر يلدز قد طرح احتمال اتخاذ اجراءات أمنية من هذا القبيل في وقت سابق من الاسبوع الحالي. وتصاعد التوتر الاقليمي بعد أن أعلنت حكومة قبرص اليونانية يوم الثلاثاء بدء التنقيب في منطقة بحرية جنوبية شرقية قبالة الساحل متاخمة لحقل للغاز في المياه الاسرائيلية يعرف عنه أنه اكبر اكتشاف على مستوى العالم في السنوات العشر الماضية. وتقوم شركة نوبل للطاقة ومقرها تكساس بالتنقيب في المنطقة القبرصية. وقال الرئيس القبرصي ديمتريس كريستوفياس في نيويورك يوم الخميس انه سيتم فتح مناطق اخرى للتنقيب على مدى الاشهر الاثني عشر القادمة. وتعارض تركيا اتفاقا وقع العام الماضي بين قبرص واسرائيل لانشاء مناطق اقتصادية خاصة في المياه بينهما. كما تقول ان على قبرص الا تستغل الموارد الطبيعية الى أن يتم الوصول الى تسوية بين حكومتي قبرص اليونانية وقبرص التركية من أجل اعادة توحيد الجزيرة وانه يجب أن تعود اي عائدات بالفائدة على الشطرين. وأعطى كريستوفياس تأكيدات هذا الاسبوع بأن اي اموال تجنى من اكتشاف الغاز ستستخدم لصالح الجانبين بغض النظر عن الوصول الى اتفاق من عدمه. وتحدث رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عن الخلاف خلال كلمة ألقاها امام الجمعية العامة للامم المتحدة امس. وقال "تتوقع تركيا أن تبذل كل الاطراف المعنية جهودا حتى توقف ادارة قبرص اليونانية كل المبادرات التي تسبب التوتر ليس في الجزيرة وحسب بل في المنطقة ايضا... والا فاننا سنفعل ما يجب علينا فعله." ووقعت تركيا وادارة قبرص التركية في الشطر الشمالي من الجزيرة اتفاق الرصيف القاري الخاص بهما يوم الاربعاء وهو يسمح لشركة البترول التركية الحكومية (تباو) ببدء التنقيب شمالي الجزيرة. وفي الاسبوع الماضي قال اردوغان انه يمكن ارسال سفن حربية تركية الى شرق البحر المتوسط في اي وقت وان اسرائيل لا تستطيع أن تفعل ما يحلو لها هناك. وكانت تركيا غزت شمال قبرص عام 1974 بعد انقلاب قصير للقبارصة اليونانيين. ومازالت تحتفظ بوجود عسكري مكثف في شمال الجزيرة التي يقسمها خط للهدنة تقوم قوات لحفظ السلام تابعة للامم المتحدة بدوريات لتأمينه. ويمثل القبارصة اليونانيون قبرص في الاتحاد الاوروبي وتعثرت محادثات انضمام تركيا لعضوية الاتحاد. وتوترت العلاقات بين تركيا واسرائيل في الاسابيع القليلة الماضية بعد أن رفضت اسرائيل الاعتذار عقب نشر تقرير لجنة من الاممالمتحدة بشأن مقتل تسعة أتراك في غارة للقوات الاسرائيلية الخاصة لوقف سفينة مساعدات كانت متجهة الى قطاع غزة العام الماضي.