قتل 36 شخصا وجرح آخرون عندما هاجم عدد غير معروف من المسلحين حانة مكتظة بالزبائن بالقرب من بوغومبورا عاصمة بوروندي. وتقول أنباء إن المستشفى المحلي الذي نقل إليه مصابو المجزرة غير قادر على استقبال كل الحالات، بينما تركت جثث القتلى في مرآب السيارات بالمستشفى. وقال طبيب يدعى ليونارد إن المستشفى الذي يعمل فيه والذي استقبل المصابين عاجز تماما أمام أعداد المصابين ، والكميات الموجودة من أكياس الدم والمعدات الطبية والأدوية لا تكفي لعلاج الجميع . وقال أحد شهود العيان إن المهاجمين كانوا يصرخون لبعضهم قائلين أقتلوهم جميعا، لا تتركوا أحدا منهم حيا . كما روى أحد الناجين كيف أن عشرات الأشخاص ، وبعضهم في زي عسكري ويحملون بنادق الكلاشينكوف والقنابل، اقتحموا حانة (شيه ليز اميز) وأمروا الجميع بالانبطاح ثم بدأوا أطلاق النار . يذكر أن بوروندي مصنفة كواحدة من أفقر دول العالم ، وقد عاشت سنوات من الصراعات المسلحة منذ استقلالها عن بلجيكا عام 1962. وكانت آخر جماعة مسلحة في بوروندي كانت قد ألقت السلاح في عام 2009 ، ولكن هجمات متفرقة ظلت تحدث بين حين وآخر منذ ذلك الوقت. ويقول برايم نديكوماغنغي إن الهجوم هو الأسوأ من نوعه منذ الإنتخابات التي جرت العام الماضي وشهدت أعمال عنف دامية احتجاجا على النتائج. وكان أبرز زعيم لحركة قوات التحرر الوطني المتمردة ، وهو أغاتون رواسا، قد انسحب من انتخابات الرئاسة وفر من بوروندي بعد أن اتهم الحزب الحاكم بتزوير النتائج. وألقت الحكومة اللوم في الهجمات الأخيرة على من قالت إنهم قطاع طرق ولكن مراسلنا يقول إن هناك مخاوف من أن تكون جماعة جديدة من المتمردين قد تشكلت. وهناك أنباء تقول إن المهاجم في بوغومبورا قد عبروا إلى منطقة غاتومبا من الحدود القريبة مع جمهورية الكونغو الديموقراطية. وزار الرئيس البوروندي بيير نكورونزيزا مسرح المذبحة وتعهد بتقديم مرتكبيها للعدالة. وأعلن نكورونزيزا أنه ألغى زيارته الوشيكة إلى نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. يذكر أن نحو 300 ألف شخص قتلوا في الحرب المريرة التي دارت رحاها في بوروندي واستمرت 12 عاما بين قوات الجيش التي يسيطر عليها ابناء قبيلة التوتسي وبين المتمردين من قبيلة الهوتو. وقد انتهى ذلك الصراع رسميا عام 2005 بتوقيع اتفاق سلام تولى بعده الرئيس نكوروزيزا السلطة ، ولكن المتمردين من عرقية الهوتو واصلوا هجماتهم لاسقاط نظامه.