قتل 26 متظاهرا من المناهضين للرئيس علي عبدالله صالح الاحد بنيران قوات الامن اليمنية فيما طاول قصف كثيف حيا في صنعاء يقيم فيه زعيم قبلي نافذ انضم الى المعارضة. وقال طارق نعمان الطبيب في مستشفى ميداني اقيم في ساحة التغيير معقل الحركة المناهضة للنظام لفرانس برس "قتل هذا المساء 26 متظاهرا". وكانت مصادر طبية تحدثت في وقت سابق عن مقتل عشرين متظاهرا. من جهته، اعلن محمد الباني مدير مستشفى ميداني في صنعاء اصابة 500 شخص اخرين برصاص قوات الامن. وقال شهود ان قوات الامن ومدنيين مسلحين اطلقوا النار لتفريق عشرات الاف المتظاهرين الذين توجهوا من ساحة التغيير حيث يعتصم معارضون للنظام منذ شباط/فبراير للمطالبة بتنحي صالح، الى شوارع اخرى مجاورة. واستخدمت قوات الامن الرصاص الحي وخراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين الذين وصلوا مساء الى شارع الزبيري في وسط صنعاء بعدما تجاوزوا ثلاثة حواجز للقوات الحكومية. وافاد شهود ان المتظاهرين الذين استهدفوا برصاص الشرطة ومناصري النظام ردوا برشق الحجارة. وبدأ المعارضون نصب خيم في شارع الزبيري الواقع على بعد ثلاثة كلم من ساحة التغيير ليمضوا فيها ليلتهم. وانتشر جنود تابعون للواء المنشق علي محسن الاحمر في المنطقة لضمان حماية هذا الاعتصام الجديد، وفق المصادر نفسها. واوضحت مصادر طبية ان 25 جريحا هم في حال حرجة بعد اصابتهم بشظايا قنابل الغاز المسيل للدموع. ودان المجلس الوطني للثورة ما اعتبره "مجزرة" ودعا في بيان الاممالمتحدة والمجتمع الدولي الى التدخل "لوضع حد للجرائم التي ترتكبها عصابة ما تبقى من النظام". من جانبها، كررت لجنة تنظيم ثورة الشباب ان حركة الاعتراض ستظل "سلمية"، داعية اليمنيين الى الاعتصام "ليل نهار" حتى سقوط النظام. وطلبت اللجنة في بيان مساعدات طبية مطالبة الجنود التابعين للنظام بالتمرد عليه. واتهمت وزارة الداخلية اليمنية المتظاهرين بانهم اصابوا اربعة من عناصر القوات الامنية والقوا زجاجات حارقة على مولدات كهرباء في صنعاء واحرقوا سيارتين لقوات الامن، وذلك في تصريحات نقلها التلفزيون الحكومي. وجرت تظاهرات حاشدة ايضا في مدن تعز واب وذمار جنوب صنعاء وكذلك في صعدة (شمال) للاحتجاج على اعمال العنف. من جهة اخرى، استهدف قصف كثيف في وقت سابق الاحد المنطقة المحيطة بمنزل زعيم قبلي منشق في العاصمة اليمنية، وفق مصدر قبلي. وقال مصدر في مقر الزعيم القبلي الشيخ صادق الاحمر ان قوات موالية للرئيس علي عبد الله صالح "فتحت نيران الرشاشات واطلقت قذائف الهاون على المنطقة المحيطة بمنزل الشيخ صادق" في منطقة الحصبة. واضاف المصدر الذي تحدث من منزل الاحمر لفرانس برس "يستهدفنا القصف من عدة اتجاهات، ولكننا لم نرد اذ امرنا الشيخ صادق بعدم الرد". غير ان وزير الداخلية اليمني مطهر رشاد المصري قال ان "مسلحي الاحمر انتشروا على اسطح المنازل وفتحوا النار على قوات وزارة الداخلية والشرطة الذين كانوا يتناولون الغداء". ولم يسجل سقوط ضحايا مساء الاحد. وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت بين رجال القبائل التابعين للاحمر والقوات الموالية لصالح الذي يتعافى في الرياض من اصابة في انفجار استهدف القصر الرئاسي منذ حزيران/يونيو، في حي الحصبة في ايار/مايو ما اسفر عن مقتل اكثر من 140 شخصا قبل ان يتفق الجانبان على هدنة. ويتزعم الشيخ الاحمر قبيلة حاشد النافذة التي انهت دعمها لصالح -- المنتمي ايضا للقبيلة -- في اذار/مارس وانضمت الى الاحتجاجات التي بدأت في كانون الثاني/يناير مطالبة بالاطاحة بالرئيس اليمني. وكان زعماء قبليون نافذون شكلوا في اب/اغسطس ائتلافا يترأسه الاحمر لدعم الانتفاضة ضد صالح.