الحرس الجمهوري اليمني يقتل 25 متظاهر في مجزرة شهدت الثورة اليمنية اليوم انتهاكاً جديداً لحقوق الإنسان، حيث قامت قوات الحرس الجمهوري للرئيس على عبد الله صالح بإطلاق الرصاص على المتظاهرين باستخدام أسلحة ثقيلة أثناء مسيرة سلمية للمطالبة برحيل صالح عن السلطة، وهو ما أسفر عن استشهاد 25 متظاهراً بنيران قوات الأمن اليمنية التي قصفت حياً في صنعاء يقيم فيه زعيم قبلي نافذ انضم إلى المعارضة.
وأكد شهود عيان أن "مجزرة القاع"، التي حدثت اليوم، استخدمت فيها قوات الأمن التابعة لنجل صالح الأسلحة الثقيلة لضرب المتظاهرين الذين خرجوا في مسيرة سلمية شارك فيها مئات الآلاف للمطالبة بإسقاط النظام.
وأكد أطباء في المستشفى الميداني بساحة التغيير أن الإصابات تشير إلى استخدام النظام رشاشات 12-7 المضادة للطائرات ورشاشات 14.5، وأسلحة ثقيلة أخرى بالإضافة إلى الرصاص الحي والغازات السامة. وذكر شهود عيان أن قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي ومجموعات من البلطجية اعترضوا المسيرة في منطقة "القاع" بشارع الزراعة أثناء توجهها إلى شارع الزبيري، وأطلقوا الرصاص الحي ورصاص الرشاشات في صدور المتظاهرين السلميين؛ ما أدى إلى سقوط العشرات من الشهداء والجرحى. واكتظ المستشفى الميداني ومستشفيات مجاورة بعشرات الجرحى والشهداء وعلى رأسها مستشفى العلوم والتكنولوجيا ومستشفيات خاصة أخرى.
وأعلن محمد الباني مدير مستشفى ميداني في صنعاء إصابة 500 شخص آخرين برصاص قوات الأمن. وبحسب مصادر طبية، فإن 25 شخصا أصيبوا بشظايا وهم في حالة حرجة، في حين يعاني عدد من المتظاهرين من مشاكل في التنفس إثر تنشقهم الغازات المسيلة للدموع.
وأضافت المصادر نفسها أن بين هؤلاء أعضاء في المجلس الوطني اليمني، وهو ائتلاف يضم حركات معارضة، وخصوصا محمد الظاهري أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء وأحمد القميري العضو في حزب الاصلاح الاسلامي المعارض.
وفتحت قوات الأمن ومدنيون مسلحون النار لتفريق عشرات الآلاف من المتظاهرين المحتجين المتجمعين في “ساحة التغيير” في وسط صنعاء حيث يعتصم محتجون منذ فبراير مطالبين برحيل الرئيس صالح. واتهمت وزارة الداخلية اليمنية المتظاهرين بأنهم أصابوا أربعة من عناصر القوات الأمنية وألقوا زجاجات حارقة على مولدات كهرباء في صنعاء وأحرقوا سيارتين لقوات الأمن، وذلك في تصريحات نقلها التلفزيون الحكومي.
وجرت تظاهرات حاشدة أيضا في مدن تعز واب وذمار جنوب صنعاء وكذلك في صعدة (شمال) للاحتجاج على اعمال العنف.
من جهة أخرى، استهدف قصف كثيف في وقت سابق اليوم المنطقة المحيطة بمنزل زعيم قبلي منشق في العاصمة اليمنية، وفق مصدر قبلي. وقال مصدر في مقر الزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر إن قوات موالية للرئيس علي عبد الله صالح فتحت نيران الرشاشات وأطلقت قذائف الهاون على المنطقة المحيطة بمنزل الشيخ صادق في منطقة الحصبة.
وأضاف المصدر الذي تحدث من منزل الأحمر يستهدفنا القصف من عدة اتجاهات، ولكننا لم نرد إذ أمرنا الشيخ صادق بعدم الرد.
كما ناشد المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية في اليمن، الأممالمتحدة والمجتمع الدولي، بسرعة التحرك ووضع حد لمن تبقى من عائلة الرئيس صالح. وقال المجلس في بيان له إن: "هذه المجزرة الوحشية لن تمر دون عقاب وستضاف إلى السجل الإجرامي لهذه العصابة التي لن تفلت من يد العدالة وسيتم ملاحقتها على كل جرائمها السابقة أمام القضاء الوطني والدولي لينالوا عقابهم".
وطالب كل المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان اليمنية والإقليمية والدولية برصد هذه الجرائم وتوثيقها كأدلة تثبت جرائم عصابة تبدي استعداد لسفك مزيد من الدماء وجر البلاد إلى العنف والفوضى تشبثاً بالسلطة رغم خرج الملايين رافضين بقائهم فيها .