قال مسؤولو أمن ان جنودا عراقيين داهموا مخابيء مسلحين في الصحراء الشاسعة بغرب البلاد والقوا القبض على عدة أشخاص لاستجوابهم يوم الثلاثاء بعد يوم من هجوم مسلحين على زوار شيعة أسفر عن مقتل 22 شخصا. وندد رئيس البرلمان اسامة النجيفي بأعمال القتل التي وقعت في محافظة الانبار السنية ووصفها بأنها "مؤامرة اجرامية" لتقسيم العراق. وقال ان اعداء العراق يواصلون محاولة اثارة الفوضى واحياء العداء والاقتتال بين مكونات العراق الموحد. ونصب المسلحون كمينا وقتلوا الزوار يوم الاثنين جنوبي بلدة الرطبة التي تقع على الطريق السريع الرئيسي بين بغداد والاردن على بعد 360 كيلومترا غربي بغداد. وقال العميد هادي رزيج قائد شرطة الانبار ان تنظيم القاعدة وراء هذه الجريمة وان بصماته يمكن ان تشاهد بوضوح في مسرح الجريمة. وقال ان الجيش والشرطة تستخدمان عربات في تمشيط الصحراء للبحث عن مخابيء المسلحين وانه تم القاء القبض على بعض المشتبه بهم المتعاطفين مع القاعدة لكن عملية التفتيش مازالت مستمرة ولم يتم القاء القبض على مجرمين حتى الان. وأضاف انهم مصممون على حل لغز هذه الجريمة. وقالت الشرطة ان الشيعة كانوا في طريقهم الي سوريا قادمين من مدينة كربلاء بجنوب العراق في حافلة صغيرة وحافلة أكبر عندما تعرضوا لاطلاق نار عند نقطة تفتيش اقامها المهاجمون. وقال رزيج ان المسلحين أطلقوا النار على 22 رجلا كانوا على متن الحافلة بينهم سائق سوري وأربعة من افراد الشرطة خارج نوبة العمل بينما لم يقتل المسلحون 15 امرأة و12 طفلا ورجلين مسنين. وفي كربلاء تسلم أقارب جثث ضحايا لدفنها اليوم الثلاثاء. وبعض القتلى تم وضعهم داخل قماش أخضر لم يظهر منه سوى أحذيتهم. وقال كريم الحبوبي قريب أحد الضحايا "عندما وصلنا وجدنا 22 جثة. كانت النساء لا تستطيع الحديث بالطبع فقد ذبح المهاجمون الرجال امام النساء. انها مذبحة." وأضاف انه لا يوجد أمن على الطريق وتساءل "أين الدولة.. أين الحكومة.. أين الجيش؟" وعرض زعيم قبلي في الانبار يدعى أحمد أبو ريشة مكافأة بقيمة 50 مليون دينار عراقي (43000 دولار) لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى اعتقال المهاجمين. وتقع محافظة الانبار في قلب المنطقة السنية بالعراق وكانت في وقت من الاوقات معقلا لتنظيم القاعدة. وشهدت الرمادي والفلوجة وهما المدينتان الرئيسيتان بالمحافظة بعضا من أشرس عمليات القتال بعد الغزو الامريكي في عام 2003 . وتراجع العنف عندما انضم شيوخ قبائل سنية الى الجيش الامريكي في القتال ضد تنظيم القاعدة. وقال فؤاد الدوركي عضو البرلمان ان الهجوم على الزوار الشيعة أظهر اتجاها طائفيا كريها. وأضاف ان فلول النظام السابق بالتعاون مع القاعدة فعلوا ذلك. وقال سكان من محافظة الانبار انهم يخشون عودة العنف الطائفي. وقال زياد حسين (39 عاما) أحد سكان الرمادي "هذه العملية جريمة أخشى ان تؤدي الى اعمال طائفية مثلما حدث في 2006 و 2007 . لا أتمنى للعراق العودة الى تلك الفترة."