ادى زلزال نادر بلغت شدته 5,8 درجات الى حالة من الفوضى على الساحل الشرقي للولايات المتحدة وخصوصا في نيويوركوواشنطن حيث تم اخلاء عدد كبير من المكاتب لكن لم تسجل اصابات او اضرارا جسيمة. وقال خبير الزلازل في المعهد الجيوفيزيائي الاميركي لوسي جوتز قال لشبكة سي ان ان "انه واحد من اقوى زلزال على الساحل الشرقي منذ فترة طويلة وعلى الاقل منذ عقود". واوضح المعهد ان الهزة الارضية تبلغ شدتها 5,8 درجات بينما يعد الزلزال "قويا" عندما تكون شدته ست درجات على الاقل. وحدد مركز الزلزال على بعد 66 كلم من ريتشموند عاصمة ولاية فرجينيا (شرق الولاياتالمتحدة) وعلى بعد 133 كلم جنوب غرب واشنطن، موضحا ان الهزة وقعت في الساعة (13,51) 17,51 تغ. وهو اقوى زلزال يضرب فرجينيا منذ ايار/مايو 1897. وكان سكان الساحل الشرقي الاميركي شعروا بهزة ارضية بلغت شدتها سبع درجات لكنها وقعت في كندا في شباط/فبراير 1925. لكن الساحل الغربي هو المنطقة التي تتعرض عادة لهزات ارضية قوية. وقال الناطق باسم الرئيس الاميركي جوس ايرنست ان باراك اوباما الذي لم يشعر بالهزة ابلغ بالوضع عندما كان يلعب الغولف في جزيرة مارثا فينيارد في ولاية ماساتشوسيتس (شمال شرق). واضاف "قلت للرئيس انه ليست هناك حاليا اي معلومات عن اضرار على مستوى البنى التحتية بما في ذلك المطارات والمحطات النووية ولا طلب مساعدة". لكن الزلزال ادى الى توقف مفاعلي محطة نووية في فرجينيا بسبب انقطاع الكهرباء، كما قال لشبكة سي ان ان ديفيد هاكوك، رئيس شركة دومينيون نيوكلير التي تقوم باستثمارها. لكن لم يتأثر 250 الف منزل تغذيهم محطة نورث آنا بالكهرباء نظرا لتشغيل نظام لتوزيع الكهرباء عن طريق محطات اخرى. وفي واشنطن، اهتزت المباني لثلاثين ثانية تقريبا، كما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس ما ذكر الاميركيين باعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001. وسارع الناس الى الارصفة وحاول كثيرون منهم الاتصال باقربائهم عبر الهاتف لكن الاتصالات كانت مقطوعة بينما شهدت حركة السير اختناقات كبيرة. وشعر ركاب المترو ايضا بالزلزال من دون ان تتوقف الشبكة عن العمل. وتم اخلاء مبنى البنتاغون بهدوء علما انه يضم نحو 23 الف موظف من مدنيين وعسكريين. وافاد احد مراسلي فرانس برس ان مئات الاشخاص ظلوا على الطرق لنحو ربع ساعة فيما واصلت الطائرات اقلاعها من مطار ريغن المجاور. واعلن متحدث باسم هيئة مطارات العاصمة ان مطاري ريغن ودالس يعملان بشكل اعتيادي، ولكنه توقع تاخيرا في بعض الرحلات. وروى جيم غارامون الموظف في وزارة الدفاع الاميركية "اول ما قلته لنفسي: آمل الا يكون الامر ناجما عن قنبلة او طائرة. لكن الهزة استمرت وقتا بدا طويلا". وفي نيويورك، اخلى الاف الاشخاص مباني في حي قصر العدل بجنوب مانهاتن ونزلوا الى الشوارع، في حين توقف مؤتمر صحافي للمدعي سايرس فانس عندما بدأ المبنى يهتز. وحصل ذلك بعد اسقاط التهم عن المدير السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان والذي تعين عليه الانتظار حتى الاربعاء لاستعادة جواز سفره الفرنسي بسبب اغلاق المكاتب نتيجة الزلزال. ولكن لم تسجل حالات ذعر في شوارع مانهاتن حيث توجد تعليمات صارمة تتعلق باخلاء المباني منذ تفجيرات 11 ايلول/سبتمبر 2001. ولم يتسبب الزلزال باضرار مادية باستثناء بعض الخسائر في مدينة مينيرال الصغيرة فوق مركز الهزة. لكن الاضرار اقتصرت الاضرار على انهيار بعض مداخن التدفئة وتهشم زجاج بعض المنازل وانهيارات جزئية في جدران وسقوف ثلاث مدارس. وشعر بالزلزال سكان اوهايو وانديانا وميشيغن وكذلك في كندا، وفق شهادات جمعتها فرانس برس ووسائل الاعلام. ووقع هذا الزلزال بينما يستعد الساحل الشرقي لوصول الاعصار ايرين الذي يضرب منطقة الكاريبي منذ الاثنين.