في فرنسا، يتوقع حلفاء رئيس صندوق النقد الدولي السابق دومينيك ستراوس-كان عودته الى المسرح السياسي، بعد أن رفعت المحكمة الأمريكية عنه الإقامة الجبرية في قضية التحرش الجنسي ، خصوصا وان القضية توشك على الانهيار بعد ازدياد الشكوك في صدقية المدعية، الغانية المولد. وكان السياسي الفرنسي، البالغ من العمر 62 سنة، من أبرز المرشحين لمنافسة الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية الفرنسية العام المقبل. وكان ستراوس-كان قد اعتُقل في مطار جون كيندي في نيويورك قبل لحظات من مغادرته الولاياتالمتحدة إلى باريس في رحلة عمل، وذلك بعد أن أبلغت عاملة في فندق في مانهاتن بأنه حاول التحرش بها جنسيا في غرفته. وقد أفرج في نيويورك عن ستراوس-كان من الاقامة الجبرية واعيدت اليه الكفالة التي دفعها وقيمتها 6 ملايين دولار. يُشار إلى أن السياسي الفرنسي، الذي استقال من منصب رئيس صندوق النقد الدولي للدفاع عن نفسه، كان قيد الإقامة الجبرية في شقة في نيويورك منذ إيداعه في شهر أيار/مايو الماضي. وكان الادعاء قد وافق على الافراج عن ستراوس-كان بالضمان الشخصي فقط على ان يتعهد بالحضور الى المحكمة في موعد القضية التي اتهم فيها بالتحرش بعاملة في فندق بنيويورك في 14 مايو/ايار الماضي. ونقلت وسائل الاعلام الامريكية عن السلطات القضائية الامريكية ان المدعية كذبت اكثر من مرة منذ الحادث، كما يبدو انها ايضا ضمنت طلبها اللجوء السياسي معلومات كاذبة. ووُجِّهت إلى شتراوس-كان سبع تهم، تتضمن أربع تهم جنائية (اثنتان تتعلقان بالقيام بتصرفات جنسية جنائية وتهمة حول محاولة الاغتصاب وأخرى بشأن الاعتداء الجنسي) بالإضافة إلى ثلاث تهم تتعلق بارتكاب جنح، منها الاحتجاز القسري غير المشروع. يُشار إلى أن ستراوس-كان أعلن في السادس من الشهر الماضي أمام المحكمة أنه غير مذنب ، الأمر الذي فتح الباب أمام خضوعه لمحاكمة طويلة بهيئة محلفين، وهي عملية قانونية قد لا تبدأ قبل فصل الخريف المقبل. ويقول محامي المتهم، وليام تيلور، إنه يعتقد بأن الخطوة المقبلة من إجراءات المحكمة ستشهد اسقاط جميع التهم الموجهة لموكله. أما محامي المدعية كينيث تومسون فيصر على أن رواية موكتله حقيقية وأن المتهم مذنب لإتيانه فعل التحرش الجنسي . يذكر أن ستراوس-كان كان المرشح الأوفر حظا عن الحزب الاشتراكي الفرنسي لخوض الانتخابات الرئاسية في مايو/ايار 2012. وإذا ما قيض لقضية اتهامه بالتحرش الجنسي أن تنهار، فإنه هو الوحيد الذي له القول الفصل في الترشح للانتخابات الرئاسية من عدمه. وهذا ما أكده ليونيل جوسبا، آخر رئيس وزراء فرنسي اشتراكي، إذا افترضنا تبرئة ستراوس-كان من التهم التي وجهت اليه، التي أتمنى أن تحصل، فالامر متروك له ليقرر الترشح لخوض الانتخابات أولا، ثم الحزب الاشتراكي ثانيا. ويقول مراسل بي بي سي في باريس، كريستيان فريزر: أيَّا تكن المزايا التي تحملها الأدلة الجديدة في طياتها، أو حتى تلك التي تنطوي عليها شخصية دومينيك ستراوس-كان نفسه، فإن الفرنسيين قد شعروا بالغبن جرَّاء الطريقة التي جرى التعامل بها مع القضية خلال الأيام التي تلت اعتقاله . ويعتقد الكثيرون في فرنسا أن ستراوس-كان ، وهو شخصية محورية في الحزب الإشتراكي، قد عومل بشكل غير لائق، وإن كانت قضيته قد أثارت جدلا واسعا في شأن السلوك الجنسي للسياسيين وكبار المسؤولين ومدى ارتباط ذلك بالتحرش الجنسي. وكان ستراوس-كان أمضى أربعة أيام قيد الإحتجاز في سجن جزيرة رايكر قبل أن يقرر القاضي الإفراج عنه بكفالة، على أن يظل تحت الإقامة الجبرية في منزله ويخضع للمراقبة الإلكترونية على مدى أربع وعشرين ساعة.