رافعًا قبضته ووجهه ملطخًا بالدماء، انتشرت صورة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري للانتخابات الأمريكية، بعد لحظات من محاولة اغتياله خلال تجمع انتخابي. يظهر ترامب في الصورة محاطًا ب4 عناصر من قوات الخدمة السرية، وهو يرفع قبضته أثناء محاولته الوقوف على قدميه ليقدم دليلاً قاطعًا بأنه على قيد الحياة، مرددًا لأنصاره "قاتلوا، قاتلوا". في اللحظة الفوضوية التي دبت في التجمع الانتخابي، بعد دوي إطلاق النار، يقف ترامب خلفه سماء زرقاء صافية و4 عملاء من الخدمة السرية يمسكون به، ويرفرف العلم الأمريكي فوق المشهد. شفتا ترامب مطبقتان، وعيناه ضيقتان، وذقنه مرفوعة قليلاً، وأثار الدماء على وجهه، وهو ينظر إلى ما يبدو أنه أبعد مما يمكن لعدسات الكاميرا التقاطه، ينظر إلى الجمهور، إلى المستقبل إلى من حاول قتله وفشل، ستكون صورة للتاريخ، تعبر عن الأزمات السياسية والصراعات التي تضرب أمريكا. وبعد لحظات من محاولة اغتياله، تدفقت رسائل الدعم، من دول العالم ومن الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء، لإدانة الحادث والعنف. ونشر جونيور، نجل ترامب، صورة والده وهو يرفع قبضته ووجهه ملطخ بالدماء، وكتب: "لن يتوقف أبدا عن القتال لإنقاذ أمريكا". وسارع آخرون، بما في ذلك أعضاء في الكونجرس، إلى نشر الصور نفسها أو صور مماثلة، وعلق الجمهوري تيم بورشيت، على الصورة قائلاً: "ستعمل على تنشيط القاعدة أكثر من أي شيء آخر" ويشرح النائب الجمهوري الصورة التي يرفع فيها ترامب قبضته ويصرخ "قاتلوا قاتلوا" ويقول:"سيكون الشعار". وتوقع الاستراتيجي المخضرم في الحزب الجمهوري مايك مورفي أن "القبضة المرفوعة سوف تصبح الرمز الأيقوني للمؤتمر الجمهوري" مرجحًا أن يكسب ترامب تعاطف الكثير من الأمريكيين بعد الحادث. ومن المرجح أن يحظى الرئيس السابق بطفرة إيجابية كبيرة في استطلاعات الرأي الفورية، مع احتمال تحول المزيد من المستقلين إلى صفه. وأثارت الحادثة غضب الجمهوريين، ودفعتهم للإشادة بترامب و"قبضته"، وسرعان ما تحول غضبهم إلى إعجاب باستجابة ترامب الغريزية وتحديه. وسارع كبار حلفاء ترامب إلى اتهام الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أدان الحادث ودعا الأمريكيين إلى الاتحاد ضد العنف السياسي، وأنصاره، باستخدام الخطاب الذي أدى إلى إطلاق النار ومحاولة اغتيال ترامب. وقال النائب مايك كيلي (جمهوري من بنسلفانيا)، الذي كان حاضرًا في التجمع الانتخابي: "لن نتسامح مع هذا الهجوم من اليسار"، ما مثل اتهامًا صريحًا ومثيرًا للانتباه في الوقت نفسه، حيث استحضر اغتيال الرئيس جون كينيدي في 1963، إذ سارع الديمقراطيون آنذاك، إلى إلصاق الحادث العداوات اليمينية التي واجهها كينيدي في دالاس. وقال السيناتور جيه دي فانس (جمهوري من ولاية أوهايو)، وهو مرشح محتمل لمنصب نائب الرئيس مع ترامب، في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي إن إطلاق النار "لم يكن مجرد حادث معزول". وأضاف أن الفرضية الأساسية لحملة بايدن بأن ترامب فاشي استبدادي ويجب إيقافه بأي ثمن، هو ما مثل الخطاب الذي أدى إلى محاولة الاغتيال. وطالب النائب الجمهوري، مايك كولينز المدعي العام لمقاطعة بتلر في بنسلفانيا، بتوجيه اتهامات ضد بايدن بتهمة التحريض على الاغتيال. ويعتقد الجمهوريون بالفعل أن حادث إطلاق النار على ترامب جعل عودته إلى البيت الأبيض أسهل، وفق مجلة "بوليتيكو" الأمريكية. ونقلت المجلة عن النائب الجمهوري من ولاية ويسكونسن، ديريك فان أوردن، قوله بعد وقت قصير من الحادث: "لقد نجا ترامب من هذا الهجوم لقد فاز للتو في الانتخابات". وتوقع الكثير من الجمهوريين أن يعزز الحادث دعم الرئيس السابق ويحفز قاعدته الانتخابية على المشاركة في الانتخابات المقرر لها نوفمبر المقبل.
