أجرى "مصراوي" بثًا مباشرًا من محيط المنزل الذي شهد جريمة تخلص صيدلي من زوجته الصيدلانية وابنتيه داخل شقتهم بشارع حمزاوي بمنطقة النادي بمدينة طنطا في محافظة الغربية، والمكون من 4 طوابق، إذ توجد أسفل المنزل صيدلية مكتوب عليها اسم الدكتورة منى السروجي التي راحت ضحية الحادث. "سمعنا صوت دوشة جامدة يوم الاثنين الماضي داخل المنزل، وكان الصوت جاي من شقة الدكتور أحمد عاطف في الدور التالت" كلمات بدأت بها إحدى الجيران الحديث مع "مصراوي"، مؤكدة أن الأسرة تتمتع بالسمعة الطيبة والأخلاق الحسنة وحسن المعاملة مع الجيران "ناس في حالهم وراقية، ودكتور أحمد قليل الكلام، وزوجته وبناته محترمين أوي". داخل المنزل الذي شهد الجريمة، منذ يومين، أقيم سرادق العزاء على رحيل زوجة الابن والأحفاد، يقول "م. م" أحد أصدقاء والد المتهم أثناء تقديمه واجب العزاء "أحمد دكتور محترم جدًا ومحدش مستوعب اللي حصل، ووالده في حالة نفسية وصحية صعبة جدًا وغير قادر على الكلام، والدكتورة منى كانت سيدة محترمة جدًا وبناتها متفوقين دراسيًا، وكانت الأسرة هادئة حتى حدثت الجريمة". وباشرت النيابة العامة، التحقيقات في الواقعة، وأوضحت في بيان ورود إخطار لنيابة أول طنطا مفاده وفاةِ المجنيِّ عليها وابنتيْهَا الطفلتيْنِ داخلَ مسكنِهِم بدائرةِ أولِ طنطَا، وتلقتْ محضرًا من الشرطةِ مُفادُه انتقالُ قوةٍ منها لمسرحِ الواقعةِ عقبَ تلقيهَا البلاغ. وكشفت المعاينة المبدئية تبعثرَ محتوياتِ المسكنِ وتكسيرَ زجاجِ مِنضدةٍ فيه، وقررتْ مقدمةُ جارة المجني عليها أنّها اشتمتْ رائحةَ غازٍ عقبَ دخولِها المسكنَ حالَ اكتشافِ الواقعةِ، فأغلقتْ مفاتيحَ "البوتاجازِ" وأخطرتِ الشرطةَ. وشكلتِ النيابةُ العامةُ فريقًا انتقل لمعاينةِ مسرح الحادث ومناظرة الجثامينَ، وسألت النيابةُ العامةُ ذوي المجنيِّ عليها وهم شقيقتَها وابنيْها ووالدَ زوجِ المجنيِّ عليها، فشهِدُوا بأنّهم على إِثرِ ما انتابَهُم من قلقٍ لعدمِ إجابةِ المجنيِّ عليها وزوجِها وابنتِهِما على اتصالاتِهِم، وذكروا أنهم توجّهُوا لمسكنِهِم فاشتمُّوا منه رائحةَ غازٍ فكسرُوا بابَ المسكن واكتشفُوا وفاةَ المجنيِّ عليهِنَّ، وتبينُوا تهشّمًا وتكسيرًا بالمسكنِ، فاتهمتْ شقيقةُ الأمِّ المجنيِّ عليها زوجَ الأخيرةِ بقتلِها وابنتيها. وأمرتِ النيابةّ العامةّ بإلقاءِ القبضِ على زوجِ الأمِّ المجنيِّ عليها واستجوابِهِ وأقرَّ في تحقيقاتِ النيابةِ العامةِ بقتلِهِ المجنيِّ عليهِن لتراكمِ ديونِهِ. وقال في التحقيقات إنه راودتْهُ فكرةُ قتلهِنَّ فأجهزَ عليهِنَّ خنقًا، ثم حاولَ الانتحارَ بوسائلَ مختلفةٍ منها تسريبُ الغازِ بالمسكنِ، ولكنْ لم تطاوعْهُ نفسُه. وأمرتِ النيابةً العامةُ بحبسِه احتياطيًّا أربعةَ أيامٍ على ذمةِ التحقيقاتِ، وندبِ خبراءِ الإدارةِ العامةِ لتحقيقِ الأدلةِ الجنائيةِ لرفعِ الآثارِ من مسرحِ الحادثِ، وندبِ الطبيبِ الشرعيِّ لإجراءِ الصفةِ التشريحيةِ على جثامينَ المجنيِّ عليهنَّ بيانًا لسببِ وكيفيةِ وفاتِهِنَّ. كما طلبتِ النيابةُ العامةُ تحرياتِ الشرطةِ حولَ الواقعةِ، واتخذتْ إجراءاتٍ أخرى في سبيلِ تحقيقِ الواقعةِ وجمعِ الدليلِ فيها، وجارٍ استكمالُ التحقيقاتِ.
