قال جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) إن التأثيرات الكاملة للتشديد النقدي السريع الذي اتخذه البنك على مدار 11 شهرا وحتى اجتماع اليوم لم تظهر بعد. وأضاف باول، خلال مؤتمر صحفي عقب إعلان قرار الفيدرالي برفع الفائدة اليوم الأربعاء: "نحن لا نزال نتوقع زيادات مستمرة ضرورية للفائدة لتحقيق وضع تشددي بما فيه الكفاية". ويأتي ذلك بعد إعلان الاحتياطي الفيدرالي قراره برفع أسعار الفائدة للمرة الثامنة على التوالي وذلك بعد انتهاء أول اجتماعاته في العام الجاري، لحسم مصير الفائدة والذي استمر لمدة يومين. وأعلن الفيدرالي زيادة أسعار الفائدة بنسبة 0.25%، لتصبح في مستوى بين 4.5% و4.75%. ورفع الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة 7 مرات خلال العام الماضي لتصبح الزيادة اليوم هي الثامنة على التوالي، وذلك لمواجهة التضخم الذي سجل مستويات قياسية خلال عقود في العام الماضي. لكن قرار اليوم، يعني استمرار الفيدرالي الأمريكي في سياسة خفض وتيرة رفع أسعار الفائدة وذلك للمرة الثانية على التوالي بعد أن خفض نسبة الرفع إلى 0.5% خلال آخر اجتماع في 2022 من 0.75% في 4 اجتماعات سابقة عليه. وقال باول، خلال المؤتمر الصحفي، إن نمو الأجور في الولاياتالمتحدة مرتفعاً، وسوق العمل مشدد للغاية، متوقعا تراجع الأجور. وذكر أن الاقتصاد تباطأ بشدة العام الماضي، ومستوى التضخم فوق المعدل المستهدف، مشيرا إلى أن إنفاق المستهلكين تراجع على ما يبدو ونشاط الإسكان مستمر في الضعف وأوضح باول أن الفيدرالي لم يصل بعد إلى معدلات فائدة كافية لكبح التضخم، مؤكدا أنه من المهم أن تستمر الظروف المالية في عكس قيود السياسة النقدية التي تم فرضها. وأشار باول إلى أن توقعات التضخم طويلة المدى لا تزال مستقرة، ولكن هناك حاجة إلى المزيد من الأدلة للتأكد من أن التضخم يسير في اتجاه هبوطي. وتراجع معدل التضخم السنوي في أمريكا خلال ديسمبر الماضي إلى 6.5% مقابل 7.1% في نوفمبر الماضي. وقال باول: "يمكننا أن نعلن لأول مرة أن عملية انكماش الأسعار قد بدأت" لكنه تابع أن "التوقف المؤقت ما بين قرارات تحريك لفائدة ليس أمر تناقشه لجنة السياسة النقدية". وأضاف أن السعر النهائي لمعدل الفائدة قد يكون أعلى مما توقعه الفيدرالي في ديسمبر، مؤكدا أنه من السابق لأوانه إعلان النصر في معركة التضخم: "لا يزال لدينا الكثير من العمل حتى نرى انخفاض جميع جوانب التضخم".
