وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المحادثات مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، بأنها "مثمرة للغاية". وذكرت وكالة أنباء تاس الرسمية الروسية، اليوم الاثنين، بعد اختتام المحادثات في مينسك، أن مضيفه في مينسك تحدث بدوره عن محادثات "بناءة ومثمرة". واتفق الرئيسان على استمرار التعاون العسكري، فضلا عن توثيق التعاون الاقتصادي، وذلك الى جانب أمور أخرى. وبحسب الوكالة الروسية، كانت هناك اتفاقيات بشأن أسعار قطاع الطاقة، بيد أن بوتين لم يرغب في شرحها بالتفصيل. واتفق الرئيسان على مواصلة المناورات المشتركة لقواتهما المسلحة. وقال بوتين إن روسيا ستعمل على تدريب أطقم الطيران البيلاروسية على مهام محتملة بأسلحة نووية. ويؤمن الرئيس الروسي بأن موسكو ومينسك قاومتا بنجاح الضغط جراء العقوبات الغربية ومحاولات عزل روسيا وبيلاروسيا. وقال بوتين "ننسق خطواتنا للحد من تأثير إجراءات التقييد غير القانونية على اقتصادنا، ونقوم بذلك بشكل مقنع وفعال للغاية". كان بوتين قد أكد خلال مؤتمر صحفي عقب مباحثاته مع لوكاشينكو: "بالطبع، خلال محادثات اليوم، ناقشنا بالتفصيل قضايا تشكيل فضاء دفاعي موحد، وضمان أمن دولة الاتحاد، وكذلك التعاون في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي، مع الأخذ في الاعتبار حقيقة انتقال رئاسة منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى بيلاروس اعتبارًا من الأول من شهر يناير"، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء. وأضاف بوتين أنه تم الاتفاق على "تنفيذ عمليات تسليم متبادلة للأسلحة المطلوبة والمشاركة في إنتاج معدات عسكرية جديدة". وكان الرئيس بوتين قد أكد خلال لقائه مع لوكاشينكو، في وقت سابق اليوم الاثنين، في العاصمة البيلاروسية مينسك، أن روسيا مستعدة لتطوير المشاريع النووية في بيلاروس. وأضاف الرئيس الروسي أن موسكو ومينسك لديهما اتفاقيات بشأن ذلك. وأشار خلال زيارته الحالية إلى مينسك إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري بين روسيا وبيلاروس بنسبة 10% خلال عشرة شهور من العام الجاري وقد يبلغ رقما قياسيا بقيمة نحو 40 مليار دولار. وشدد الرئيس الروسي على أن بيلاروس ليست جارة طيبة لروسيا فقط، ولكنها حليف أيضا، وبناء على ذلك يتم حل جميع القضايا الاقتصادية. كان رئيس بيلاروس قد أقام ستقبالا رسميا لنظيره الروسي بوتين في مطار مينسك، وقدم له هدية الترحيب التقليدية المتمثلة في الخبز والملح. وفي حين أن الاتصالات بين الزعيمين متكررة إلا أن هذه هي أول زيارة يقوم بها بوتين إلى بيلاروس منذ ثلاثة أعوام. وتعد الجمهوريتان السوفيتيتان السابقتان حليفتين وثيقتين، وتعتمد حكومة لوكاشينكو على موسكو سياسيا واقتصاديا وعسكريا في أعقاب العقوبات التي فرضها الغرب عليهما. وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، كما فرضا عقوبات على بيلاروس لدعمها موسكو في هذا الغزو.
