من قلب مصر.. نوف العنزي وكتابة تاريخ كرة القدم النسائية في الإمارات (حوار مصراوي)

لم تكن نوف ككثير من أبناء جنسها اللاتي لايهتمون بكرة القدم أو ممارستها فكانت هي تمارسها رفقة أخوانها أو أطفال العائلة حتى أصبحت إحدى رموز اللعبة في بلادها.
هذه المرحلة التي لم تكن هدف الفتاة التي درست هندسة أمن المعلومات في بلادها حين كانت تُمارس اللعبة خلال التجمعات الأسرية أو في وقت فراغها أو بالمدرسة بل تتذكر حين كانت تُشجع زميلاتها بالدراسة على ممارسة الكرة:"في إحدى المرات كانت هناك أم ترفض أن تلعب زميلتي بالمدرسة الكرة، فجاءت والدتي وتحدثت معها حول أن لعب الكرة رياضة مفيدة وتجنب الفتاة العديد من الأشياء التي قد لاتكون مفيدة مستقبلاً".
دعمت عائلة نوف ممارستها لكرة القدم، فوالدها مارس اللعبة بأحد الأندية المحلية كما أن أسرتها لمست التأثير الإيجابي من هذه الرياضة على شخصيتها:"كانت الوالدة تُشجعني على لعب الكرة في وقت فراغي أحسن ما أسوي شيء تاني وكنت سعيدة بلعب الكرة والأهل كانوا سعداء لسعادتي والتغييرات الإيجابية في شخصيتي".
شغف نوف بكرة القدم لم يتوقف عند ممارستها بل أخذت من الصغر تشجع زميلاتها على مشاركتها اللعب:"أظن أن 4 منهم احترفن الكرة"، حتى سمعت من إحدى زميلاتها عن وجود فريق للسيدات بنادي الوحدة في الإمارات:"اقترحت علي أن نختبر ونجرب وبعد أول تمرين انضممت للفريق"، ليتكون بعدها بعدة أشهر دوري كرة قدم نسائي بالإمارات:"كان هناك حٍراك لكرة القدم النسائية وتكونت عدة فرق وكان الدوري من ثمانية أو تسعة فرق تقريبًا".
وانضمت اللاعبة التي بدأت ممارسة الكرة بصورة احترافية في عامها ال17 لصفوف منتخب بلادها في عام 2014 حتى أصبحت قائدته ولكن أهدافها لم تتوقف عند ذلك:"أتمنى أفوز بأول بطولة للمنتخب، بالتتويج بكأس غرب آسيا أو التأهل لكأس آسيا بالهند والفوز به والوصول لكأس العالم عندي الكثير من الأهداف".
وتُدين اللاعبة التي حصلت على فرصة تجربة الكرة الرسمية لمونديال 2022 رجال الرحلة بالفضل في مسيرتها لمدربتها بصفوف نادي الوحدة بالإمارات:"كانت تمنحني تمارين إضافية"، وهي التمارين التي لم تجدها صاحبة ال 26 عامًا حاليًا عبئًا:"كرة القدم شغفي منذ الصغر"، قبل أن تُضيف ضاحكة:"حين كانوا يسألون الأطفال بالمدرسة ماذا يريدون أن يصبحوا البعض يقول طبيب والآخر مهندس أنا كنت أقول نادي كرة قدم" ولم تغفل دور زميلاتها في دعمها:"بدونهن لما حققت أهدافي أيضًا حقًا سعيدة بمسيرتي فحلمت بالمنتخب وشاركت به وأصبحت قائدته وكذلك مثلت بلدي في الخارج كأول إماراتية احترفت خارج البلاد.. الحمدلله على ماوصلت له".
اللاعبة التي تجد في الفرنسي زيدان والإيطالي بيرلو والإسباني تشافي المثل في كرة القدم، لم تكتفِ بتمثيل منتخب بلادها فأصبحت أول محترفة بتاريخ الإمارات حين انضمت لصفوف الفريق النسائي بنادي وادي دجلة بعدما لفتت الأنظار خلال بطولة تواجد بها الفريق المصري في أبوظبي ثم قرر مسؤولوه التعاقد معها عقب قدومها في معسكر بمنطقة العين السخنة:"وادي دجلة كان معانا في المعسكر بالعين السخنة فلعبنا مع بعض في الشتاء وفي الصيف نزلت مصر تاني وروحت النادي ولعبت موسم وأخدنا الدوري المصري موسم 2017/2018".
ورأت نوف في الاحتراف بصفوف وادي دجلة فرصة لخوض تجربة جديدة وخلق تحديات أكثر لها بعدما أقنعت أسرتها بذلك ولكنهم اشترطوا عليها الإجادة في الدراسة فكانت بالسنة النهائية بهندسة أمن المعلومات ببلادها:"وعدتهم بأني لن أُقصر ولكن يعطوني فرصة الاحتراف"، لتظل قائدة المنتخب الإماراتي بين مصر وبلادها تارة تتدرب وتخوض مباريات رفقة ناديها وأخرى تواصل دراستها لتنهيها بتقدير امتياز:"وفيت بوعدي وأخذت الدوري المصري".
وتقول لاعبة خط الوسط بإحدى الأكاديميات لكرة القدم النسائية بالإمارات حاليًا:"كانت مرحلة صعبة علي ليس في التأقلم فلعبت من قبل مع زميلاتي بوادي دجلة وقابلتهن أكثر من مرة وساعدوني كثيرًا ولكن التنقل كان كثيرًا بين مصر والإمارات وفي النهاية أي إنسان يقدر يسوي أي شيء ولكن لازم يشتغل".
وبالطبع لم تضع نوف في حسابتها الجانب المادي عند احترافها بوادي دجلة:"أكبر شرف لأي إنسان تمثيل بلده في الخارج بصورة جيدة ويكون هناك تطور في مستواه، الدوري المحلي أنت اتعودت على مستواه ولكن دوري جديد بيعطيك خبرة ومع التطور تجد الجانب المادي في النهاية"، فترى لاعبة خط الوسط إنها استفادت على الجانب البدني والمهاري بصورة أكثر خلال تواجدها بوادي دجلة:"مدرسة وطريقة اللعب كانت مختلفة بعض الشيء".
ومع الخبرة التي اكتسبتها نوف أصبحت تنقل ما وصلت له لجيل نسائي جديد لديه الشغف ذاته لممارسة اللعب، عبر تدريبها فرق تحت 10 و 14 و 17 سنة بأكاديميات بالإمارات حتى قررت التوقف عن ذلك مع ضيق الوقت:"أحاول أوعيّ الناس فهدفي أن البنات يلعبوا كرة القدم".