مرّ 13 يوم على الهجوم الروسي على أوكرانيا، والذي زعمت أنه يهدف إلى حماية المناطق الشرقية والناطقين بالروسية من التهديدات، ولتأمين حدودها من أي خطر. وخلال هذه الفترة، تدمرت المباني وانهارت البنية التحتية في العديد من المدن والبلدات الأوكرانية، علاوة على ذلك. قالت الأممالمتحدة إن أكثر من 1.5 مليون أوكراني نزحوا إلى دول أوروبية أخرى، ومن المتوقع أن يزداد العدد مع مرور الوقت ليتجاوز 4 أو 5 مليون شخص، وفق المنظمة الأممية. اعتبر المسؤولون الأمميون فرار الأوكران من بلادهم أكبر وأسرع عملية تدفق أشخاص عبر الحدود الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. وقال فيليبو جراندي، المفوض السامي للشؤون اللاجئين،:"لقد عملت بحالات طوارئ للاجئين منذ ما يقرب من 40 عامًا، ولكنني نادرًا ما أرى عملية نزوح تحدث بهذه السرعة". وعلى مدار ال12 يوم الفائتة، أعلن الجيش الأوكراني أنه اسقط 52 طائرة مقاتلة و69 طائرة هليكوبتر روسية. ولا زالت ضواحي العاصمة كييف تتعرَض لمزيد من الهجمات الروسية، وقالت الحكومة الأوكرانية إن ألفي شخص تمكَنوا من الخروج من مدينة إيربين، التي عانى سكانها من أعنف قصف في الأيام الأخيرة، ولحقت بها أضرار جسيمة، حسبما نقلت تقارير إعلامية. § وكانت روسيا قد أعلنت، أمس الاثنين، أنها ستسمح بفتح ممرات إنسانية آمنة من العاصمة كييف وخاركيف وسومي وماريوبول وأن وقف إطلاق النار سيبدأ الساعة العاشرة صباح اليوم بالتوقيت المحلي، لافتة الى ان قرار وقف إطلاق النار يهدف لإجلاء المدنيين من كييف ومدن أوكرانية. في المقابل، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجيش الروسي بإفشال إجلاء المدنيين عبر الممرات الإنسانية التي كان من المقرر إقامتها في البلاد بعد محادثات ثنائية عُقدت أمس الاثنين. وقال الرئيس الأوكراني في فيديو نشره عبر تطبيق تليجرام "كان هناك اتفاق بشأن الممرات الإنسانية. هل يطبّق ذلك؟ ما يطبّق هو الدبابات الروسية، والغراد (راجمات الصواريخ) والألغام الروسية". وتتهم كييف القوات الروسية بخرق وقف إطلاق النار وعرقلة خروج المدنيين الى مناطق أكثر أمنا، وأكدت أمينة جباروف، نائبة وزير الخارجية الأوكراني، أنه لا يمكن إجلاء الناس في ظل القصف الروسي، معتبرةً ان روسيا أظهرت نفسها عدوا وتنتهك القانون الدولي. وفي حديث لقناة العربية، أكدت أن مئات المدنيين يلقون حتفهم بسبب القصف الروسي العشوائي، وقالت: "الخطوط الحمر بالنسبة لنا سلامة أراضينا كافة"، مشدّدة على وجوب مغادرة الجيش الروسي الأراضي الاوكرانية فورا. وتزداد الأوضاع صعوبة في المناطق الجنوبية بأوكرانيا، خاصة مع حصار الالاف من المدنيين في مدينة ماريوبول الساحلية. وأفادت تقارير بانقطاع التيار الكهربائي، ونضوب مياه الشرب، وامتلاء الشوارع بالجثث. وتسببت الهجمات الصاروخية التي تعرضت لها بعض المدن الجنوبية في نشوب حرائق في الأحياء السكنية. في الوقت نفسه، شهدت خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية، قصفًا جويا مكثفا خلال الأيام القليلة الماضية. وتعرضت أحياء سكنية كبرى في خاركيف لنوبات من القصف المدفعي، وهو ما تحقق فيه الأممالمتحدة حاليا كجريمة حرب محتملة، حسبما نقلت بي بي سي.
