انطلقت فعاليات اليوم الثاني، لبرنامج "الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد"، لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية بمعهد إعداد القادة بوزارة التعليم العالي، بقيادة الدكتور كريم همام مدير المعهد، وإشراف الدكتور حسام الدين مصطفى، والدكتور عبدالمنعم الجيلاني وكلاء المعهد. وقال الدكتور كريم همام مدير المعهد، خلال كلمته أن الخطة الاستراتيجية للمعهد، تهدف إلى إعداد الكوادر والقيادات وإعداد جيل قادر على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات الصحيحة لتحقيق التنمية المستدامة. وأكد "همام"، على دور الدولة المصرية في مكافحة الفساد، وتأكيدات القيادة السياسية حول مكافحة هذه الظاهرة لترسيخ قيم النزاهة والقضاء على ظاهرة الفساد ونشر الوعي حول أهمية القانون وتطبيقه ويتم ذلك من خلال عقد البرامج التدريبية التي تصقل مهارات السادة أعضاء هيئة التدريس لتعريفهم بالاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد. تضمنت فعاليات اليوم الثاني، محاضرة عن الحوكمة ومكافحة الفساد وحاضر بها الدكتور رامي عاشور دكتور العلوم السياسية والأمن الدولي، زميل كلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر العسكرية، موضحًا خلال المحاضرة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، عزز من صلاحيات هيئة الرقابة الإدارية لمكافحة الفساد. وأضاف "عاشور"، أن إدارة الدولة تتمثل في "التنمية والأمن" وأي انتقاص في التنمية يؤثر على الدولة وانتقاض التنمية يأتي من الفساد، مشيرًا إلى أن أساليب تقييد التنمية من خلال الفقر حيث يعد العامل الداعم لانتشار الجهل والجريمة بما يؤدى إلى انتشار التطرف والبطالة، لذا تكون هناك فرص لتجنيد الشباب نتيجة التطرف واستغلال حالة البطالة بما يجعل الإرهاب وسيلة وليس هدفًا، مؤكدًا أن الفساد يشكل تهديدًا للأمن القومي، كعامل مساعد للجريمة والإرهاب، حيث إن الفساد بمثابة عائق على النمو الاقتصادي. وناقش خلال المحاضرة تعريف الفساد والتى تتمثل فى إساءة استخدام السلطة لتحقيق مكاسب شخصية، ويتخذ الفساد أشكالا عديدة مثل الرشوة والمتاجرة بالنفوذ وإساءة استغلال الوظائف، ويمكن اختبائه أيضًا وراء المحسوبية أو تضارب المصالح، وتناول الحل للقضاء على الفساد من خلال حل فوري ويتمثل في علانية تنفيذ العقوبة لأنها تؤدي إلى قيمة الردع، كما أوضح الحل التدريجي لمكافحة الفساد يتمثل فى التعليم والإعلام. وفى نهاية المحاضرة عرض التجارب الناجحة في مكافحة الفساد، كما تضمن فعاليات اليوم الثانى محاضرة عن الأمن القومي المصري وحاضر بها العقيد حاتم صابر الخبير العسكري والاستراتيجي فى مجال الإرهاب الدولي والمحاضر بالأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، وتحدث عن الأمن القومي المصري، وأوضح أن كتاب فن الحرب كان فى مقولة شهيرة تنطبق في جميع حياتنا وكذلك فى الأمور العسكرية وهى "أعرف عدوك.. اعرف نفسك، فعلمك بعدوك يعلمك كيف تدافع، وعلمك بنفسك يعلمك كيف تهاجم، الهجوم هو سر الدفاع، والدفاع هو التخطيط للهجوم، القائد الماهر المنتصر يعلم جيدًا متى يقاتل ومتى لا يقاتل". وخلال المحاضرة تم تعريف الأمن القومي، وهي قدرة الدولة على حماية كيانها من أي متغيرات عدائية قد تأتي من خارج نطاق الدولة أو داخلها، كما عرف الأمن القومي المصري وهي قدرة الدولة المصرية على حماية قيمها الداخلية من التهديدات والتضحيات، وأيضًا تناول معادلات الأمن القومي وتتمثل في أربع معادلات منها توفير الاحتياجات وتوفير الحريات وبالتالي يتواجد الاستقرار، وإذا توافرت الاحتياجات مع كبت الحريات لا يتواجد الاستقرار. وناقش في المحاضرة التهديدات والتحديات التي تواجه البلد، ونظريات التهديد الغربية وأجيال الحروب السبعة، وتطرق إلى شرح الفرق بين مفهوم العمليات النفسية والحرب النفسية بأن الحرب النفسية هى استخدام أي وسيلة دعائية إعلامية بهدف إحباط الروح المعنوية، بينما العمليات النفسية لها أهداف سياسية ودينية واجتماعية، ومناقشة دور مواقع التواصل الإجتماعي في تزييف الوعي السياسى والترويج للإرهاب الدولي، وأوضح خطوات الدولة المصرية فى أزمة سد النهضة. وفي نهاية المحاضرة، تم عرض التوصيات وهي رفع الوعي الثقافي عن طريق تدبير ميزانية مناسبة وتكليف شركات دعاية وإعلام متخصصة، وتفعيل تنفيذ القوانين والاتفاقات الدولية الخاصة بالجريمة الإلكترونية وتغليظ العقوبات على مرتكبيها، وإعادة صياغة الاتفاقيات الدولية الخاصة بالجريمة الإرهابية الإلكترونية وتغليظ العقوبات بمواد قانون مكافحة الإرهاب. وفى نهاية اللقاء تم فتح باب النقاش والإجابة على جميع تساؤلات أعضاء هيئة التدريس، والذين اثنوا على المعلومات القيمة التي قدمت خلال المحاضرات.
