بعد أيام من الصبر والعذاب، فارق الطفل إسماعيل محمد داوود 11 عامًا الحياة.. رحل بعدما بُترت يديه وقدمه اليسرى، وخضوعه لعمليات جراحية متعددة، إثر تعرضه للسرقة والتعذيب على يد مجموعة من لصوص الدراجات النارية. ووقع خبر وفاة الطفل كالصاعقة على مسامع أسرته وجيرانه، واكتست قرية العتوة البحرية بمدينة قطور في الغربية بالسواد، حزنًا على وفاة الطفل المكافح، الذي فقد حياته على يد لصوص استدرجوه ووثقوه بالحبال وخدروه وألقوا به في الزارعات، إلى أن عثر عليه الأهالي مقيدًا بعد مرور 18 ساعة على الواقعة، ما تسبب في منع وصول الدم لإطرافه. خطف وتعذيب وصل الطفل اسماعيل داوود بتاريخ 10 يونيو الماضي إلى مستشفى الجامعة مصابًا بغرغرينا في أطرافه بالكامل نتيجة تعرضه لحادث سرقة وتقيده على يد اللصوص لمدة تجاوزت 18 ساعة. عثروا عليه في الزراعات وقال محمد داود، والد الطفل، إنه قام بشراء "توكتوك" ليتمكن من الإنفاق على أسرته المكونة من 6 أبناء، وتطلع إسماعيل ابنه الكبير لمساعدته خلال الإجازة المدرسية، وكان يعمل على التوكتوك داخل القرية، إلى أن تأخر عن موعد عودته يوم 9 يونيو، وظل يبحث عنه، حتى جرى العثور عليه في اليوم التالي ملقى بأرض زراعية بقرية مجاورة في حالة إعياء موثق بالحبال. بتر يديه وقدمه اليسرى وأكد والده ل"مصراوي" أنه أبلغ الشرطة بالحادث، وجرى ضبط اللص خلال أسبوع وإعادة التوكتوك، إلا أن صحة ابنه تدهورت بسبب منع الحبال وصول الدم لأطرافه وجرى بتر يديه وقدمه اليسرى بمستشفى الجامعة بطنطا منذ شهرين، ومنذ ذلك الوقت يمر الطفل بحالة نفسية وصحية سيئة، ويحتاج لرعاية لم تتمكن الأسرة من توفيرها بسبب الظروف المعيشية الصعبة. تدهورت حالته الصحية وأضاف الأب، أنه منذ أسبوع تدهورت الحالة الصحية للطفل، وحدثت له مضاعفات بسبب قدمه اليمنى فتوجه إلى مستشفى جامعة طنطا، وكان من المفترض أنه يخضع لعملية لمحاولة إنقاذه إلا أنه توفى نتيجة جلطة بالقلب قبل دخول العمليات. وطالب الأب بتوقيع أشد عقوبة على اللص الذي تسبب في تعذيب ابنه وموته، مؤكدًا أن ابنه مات بسبب التعذيب والقهر من الموقف الذي تعرض له. كانت نيابة قطور، قررت اليوم تجديد حبس مسجل خطر 45 يومًا على ذمة التحقيقات، لاتهامه بخطف الطفل إسماعيل السيد، وسرقة "توكتوك" خاص بوالده وتقييده بالحبال لمدة 18 ساعة، ما نتج عنه بتر أطراف الطفل ووفاته نتيجة جلطة بالقلب.
