قال الدكتور أسامة حمدي، أستاذ الأمراض الباطنة والسكري بجامعة هارفارد الأمريكية، إن مصر تحتل المركز الثامن حول العالم في معدل الإصابة بمرض السكري، مؤكدًا أن السمنة هو السبب الرئيسي وراء ذلك. وأضاف حمدي أن السكري يهدد المصابين به بمضاعفات خطيرة، قد تصل إلى حد الوفاة، مشيرًا إلى أن العلماء لم يكتشفوا بعد طريقة فعالة للوقاية منه. وإلى نص الحوار: في البداية.. هل السكري مرض وراثي؟ يرتفع خطر الإصابة بداء السكري لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لهذا المرض المزمن، أي أن أحد أقاربهم من الدرجة الأولى، مثل الآباء والأمهات والأشقاء، مصاب به، حيث يرثون منهم جينات، تجعل الجسم أكثر مقاومة لهرمون الإنسولين الذي يفرزه البنكرياس. ويصبح هؤلاء أكثر عرضة للإصابة بالسكري، بدايةً من عمر 30 عامًا، وغالبًا ما يعانون في مرحلة العشرينات من زيادة الوزن، لأن ارتفاع نسبة السكر في الدم يحفز البنكرياس على إفراز المزيد من هرمون الإنسولين، الذي يخزن الفائض من الجلوكوز على هيئة دهون في مناطق ذات العضلات الضعيفة في الجسم، مثل البطن والخصر. وتكمن خطورة هذه الدهون في أنها تفزز سيتوكينات، وهي بروتينات صغيرة تسبب الالتهابات، مما يؤدي إلى مقاومة الجسم للإنسولين، ومن ثم إطلاق أحماض دهنية في الدم، ينتج عنها الإصابة بالتسمم الدهني، الذي يفقد البنكرياس مع مرور الوقت قدرته على القيام بوظائفه الحيوية، مما يؤدي إلى ارتفاع سكر الدم بشكل مزمن. وفي هذه الحالة، يجب الحفاظ على وزن الجسم قدر المستطاع، لأن أي زيادة -حتى وإن كانت طفيفة- قد تعجل من الإصابة بالسكري. 2- ما هي أنواع مرض السكري؟ هناك 3 أنواع شائعة لمرض السكري، وهي: السكري من النوع الأول من أمراض المناعة، وهو أكثر شيوعًا لدى صغار السن، وتقدر نسبة المصابين به من إجمالي مرضى السكري حول العالم نحو 5%، ويمكن السيطرة عليه باستخدام حقن الإنسولين. السكري من النوع الثاني هو أكثر الأنواع شيوعًا لدى البالغين، وتعتبر السمنة من العوامل المؤدية للإصابة به، بالإضافة إلى أنه يرتبط بدرجة كبيرة بأمراض القلب والدماغ، ويجب على المصابين به أن يتبعوا نظامًا غذائيًا صحيًا ويواظبوا على ممارسة التمارين الرياضية، مع ضرورة الالتزام بالأدوية، مثل الإنسولين والحبوب المخفضة لسكر الدم. سكري الحمل تصاب به الحوامل البدينات أو اللاتي لديهن تاريخ عائلي لهذا المرض، وإذا لم يعالج فور اكتشافه، قد يتسبب في زيادة حجم الجنين، مما يصعب الولادة الطبيعية، وقد يعرضه لخطر الوفاة. وإذا ظل وزن الأم زائدًا بعد الولادة، قد تصاب بالنمط الثاني من السكري في غصون بضع سنوات. تحتل مصر مرتبة متقدمة عالميًا من حيث عدد المصابين بالسكري.. فما السبب وراء ذلك؟ يرجع السبب وراء احتلال مصر للمركز الثامن عالميًا في معدلات الإصابة بداء السكري، إلى عدة عوامل مختلفة، أبرزها: - زيادة السمنة، خاصة بين النساء، نتيجة لاتباع العادات الغذائية خاطئة. - قلة الحركة وعدم الاهتمام بممارسة التمارين الرياضية. - التدخين. وتبلغ نسبة الأشخاص البالغين المصابين بداء السكري نحو 15.5% تقريبًا، ومن المتوقع زيادتها إلى 18.8% خلال السنوات العشر القادمة. وهناك ما يقرب من 8.2 مليون مواطن مصري مصاب بالسكري، وحوالي 3.2 مليون آخرين غير مشخصين حتى الآن. هل يمكن الوقاية من الإصابة بالسكري؟ لم يكتشف حتى الآن، وسيلة معينة تقي من الإصابة بالنوع الأول من مرض السكري، ولكن، هناك مجموعة من الأمصال قيد الدراسة، قد تساعد على ذلك في المستقبل. وفيما يتعلق بسبل الوقاية من الإصابة بالنوع الثاني من للسكري، خلصت دراسة أجراها مجموعة من الباحثين في الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلى أن خفض الوزن من شأنه يقلل خطر الإصابة به بنسبة 58%. ما هي الفحوصات الضرورية لمرضى السكري؟ - اختبار سكر الدم يوميًا: يجب أن يكون قبل الوجبات أقل من 130 مجم / مل وبعد تناول الطعام أقل من 180 مجم / مل. - قياس معدل السكر التراكمي A1C مرة كل 3 أشهر: لا بد أن يكون أقل من 7%. - قياس نسبة الكوليسترول الضار كل 6 أشهر. - فحص نسبة الزلال في البول مرة واحدة سنويًا. - فحص وظائف الكلى والكبد مرة واحدة سنويًا. - فحص قاع العين مرة واحدة سنويًا. هل يسبب السكري مضاعفات خطيرة للمريض؟ نعم، إذا لم يسيطر المريض على مستويات السكر في الدم، يصبح عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة، قد تصل للوفاة، ومنها: - اعتلال الشبكية السكري، مما قد يؤدي إلى فقدان النظر. - الفشل الكلوي، خاصةً إذا كان المريض يعاني من ارتفاع ضغط الدم، وتبدأ أعراضه بنزول زلال مع البول، ويستدعي الخضوع لجلسات الغسيل الكلوي أو زراعة الكلى في الحالات المتأخرى - التهاب الأعصاب، خاصة في الأطراف السفلية، مما يؤدي إلى فقدان الإحساس بالقدمين، وقد يتطور الأمر إلى بتر القدم، نتيجة لعدم التئام الجروح. - أمراض القلب والدماغ، مثل تصلب الشرايين والنوبة القلبية والسكتة الدماغية. هل مرض السكري قابل للشفاء؟ النمط الثاني من السكري، هو النوع الوحيد القابل الشفاء، وذلك في السنوات الخمسة الأولى من تشخيص الإصابة به، عن طريق خفض الوزن واتباع نمط حياة صحي. وإذا لم يتعافَ المريض، فعلى الأقل، سيكون أقل عرضة للإصابة بمضاعفات السكري. ما أحدث العلاجات المبتكرة لمرض السكري؟ بالنسبة لمرض السكري من النوع الأول، يمكن السيطرة عليه عن طريق زراعة بنكرياس صناعي. وهناك برنامج متكامل تم ابتكاره اعتمادًا على الذكاء الصناعي، يمكن لمريض السكري استخدامه عن طريق التليفون المحمول، ويسمى "Why WAIT"، ولكنه لم يُتاح حتى الآن في مصر والبلدان العربية. ما أبرز الأطعمة التي ينصح بتناولها لتجنب الإصابة بالسكري؟ هناك العديد من الأطعمة التي يمكن الاعتماد عليها للوقاية من السكري، ومنها: السلطة: بشرط أن تكون مكونة من خضراوات متنوعة، مثل الجرجير والطماطم والخس والخيار، لإمداد الجسم بجرعة عالية من الألياف الغذائية، التي تساعد على ضبط نسبة السكر في الدم وتقليل مقاومة الإنسولين في الجسم. الجبن القريش: غني بالبروتين منخفض السعرات الحرارية ويحتوي على نسبة ضئيلة من الكربوهيدرات، ويمكن تعزيز قيمته الغذائية بإضافة الخضراوات وزيت الزيتون إليه. البقوليات، خاصةً الفول: تحتوي على الألياف والبروتين، وهما من العناصر الغذائية التي تساهم في السيطرة على نسبة السكر في الدم. هل البيض ممنوع على مرضى السكري؟ لا، لأن نسبة الكوليسترول الموجودة به لا تتجاوز ال10%، بالإضافة إلى أنه من المصادر الغنية بالبروتين، ولكن يفضل أن تتراوح الكمية المستهلكة منه يوميًا 1- 2 بيض، مع مراعاة أن يكون مسلوقًا.