ترأس نيافة الأنبا يوأنس أسقف أسيوط، القداس الإلهي في ثاني أيام صوم السيدة العذراء بديرها بجبل درنكة، وذلك في ساحة الدير المفتوحة، نظرا للحضور المكثف من جانب الشعب والتزاما بالإجراءات الاحترازية. وأقيم القداس وسط أجواء احتفالية، خاصة مع عودة القداسات والنهضات والاحتفالات بصوم العذراء مجددا، بعد إلغائها العام الماضي لتفشي فيروس كورونا. وبدأت الكنائس القبطية الأرثوذكسية، أمس السبت 7 أغسطس صوم السيدة العذراء فعليا، حيث يعد هذا الصوم من أكثر الأصوام قربا لقلوب الأقباط، نظرًا للمكانة التي تحتلها السيدة العذراء في الكنيسة القبطية. واستعدت الكنائس والأديرة للصوم وذلك من خلال إقامة القدّاسات اليومية، حيث سادت حالة من الفرحة بين الأقباط بسبب عودة تنظيم النهضات الروحية التى تشمل تماجيد وترانيم ومدائح، والتى تم إلغاؤها العام الماضى بسبب تفشّى فيروس كورونا، فيما شددت الكنائس على الإجراءات الاحترازية، وألزمت جميع الحضور بالالتزام بها. وصوم السيدة العذراء هذا صامه الآباء الرسل لما رجع توما الرسول من التبشير في الهند، فقد سألهم عن السيدة العذراء، قالوا له إنها قد ماتت. فقال لهم "أريد أن أرى أين دفنتموها!" وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا جسدها. فإبتدأ يحكى لهم أنه رأى الجسد صاعدا، فصاموا 15 يومًا من أول مسرى حتى 15 مسري، فأصبح عيد للعذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطي. ويستمر هذا الصوم لمدة 15 يومًا ويُعد من أصوام الدرجة الثانية المسموح فيها بتناول السمك. وصوم العذراء له تقدير كبير لدى كل الأقباط، ويندر أن يفطر فيه أحد من المسيحيين، كما تصومه الغالبية بزهد وتقشف زائد كإطالة فترة الانقطاع حتى الغروب أحيانا. ويُعد صوم العذراء هو الوحيد الذي فرضه الشعب على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كما أن "صوم العذراء" مُعترف به في الكنائس الأخرى وإن اختلفت التوقيتات والمدد؛ فمدة "صوم العذراء" عند الروم الأرثوذكس 15 يومًا مثل الكنيسة القبطية، بينما تبلغ مدة "صوم العذراء" 5 أيام فقط عند "السريان الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس".
