تُعد منطقة آثار تونا الجبل داخل مركز ملويجنوب محافظة المنيا، من أشهر المناطق الأثرية داخل محافظة المنيا، وذاع صيتها خلال السنوات الماضية؛ بسبب الاكتشافات التي شهدتها وكان آخرها عام 2019، أي بعد مرور 82 عامًا على أول اكتشاف في المنطقة عام 1937. وتضم "تونا الجبل"، العديد من المعالم الأثرية، من أبرزها السراديب وطولها نحو 3 كيلو متر تحت الأرض، ومقابر كهنة، ومقبرة شهيدة الحب. وبحسب مصدر أثري في تونا الجبل، فإن المنطقة هي الجبانة الخاصة بالإقليم الخامس عشر من أقاليم الصعيد وهو إقليم الأرنب والذي كانت عاصمته هي مدينة الأشمونين وكان معبودها الرسمي (تحوت) إلى جانب ثامون الأشمونين و (ونت) الثعبان، وتمثل جبانة تونة الجبل أهمية خاصة، لأنها تبرز مظاهر التزاوج الفني بين الفن المصري القديم والفن اليوناني. من أهم المعالم بها مقبرة بيتوزيرس ومقبرة ايزادورا، وجبانة المعبود تحوت أو السراديب والساقية الرومانية، ولوحة حدود مدينة إخناتون، وهي أفضل اللوحات التي حفظت حدود المدينة، ونحتت في أحد صخور المنطقة قبل مدخل جبانة "تونة الجبل" صور عليها إخناتون ونفرتيتي وبناتهما يتعبدون للإله آتون. وتُعد "السراديب الغامضة" بمثابة مدينة كاملة تحت الأرض تقدر بمساحة تصل لأكثر من 3 كم في جميع الاتجاهات، خُصصت لدفن الحيوانات المقدسة ( قرد البابون، والطائر الأيبس، وهو المعروف بمالك الحزين - أبو منجل - أبو قردان ) رموز المعبود تحوت أو توت، فكانت تحنط وتوضع بتوابيت ( خشبية أو حجرية أو فخارية ) بغرفة خاصة خارج أعلى السرداب C وتدفن كقرابين للإله مثلها كمثل إضاءة شمعة بقبور الصالحين أو بالكنائس الآن بمفهومنا الحديث. وأوضح المصدر الأثري الذي طلب عدم نشر اسمه، أنه نظرًا للتكدس الهائل لتلك النذور والقرابين، ملئت السراديب على مر العصور وبسبب ذلك تلف الكثير منها. وتضم المنطقة أربعة سراديب، الأول، خُصص للطائر "توت" المقدس "أبيس" أبو منجل وبعض الطيور الأخرى ومنها الصقر، وليس في هذا السرداب أثر للقرد، والسرداب الثاني هو الأوسع تتخلله طرقات طويلة تنتشر متقاطعة في جميع اتجاهاته وتشكل انحناءات لم تكن متوقعة، والسرداب الثالث يعتبر من أهم الآثار الموجودة وتتحدد مكانته من كثرة ذخيرة التقديس به، ففيه كانت تنتظم ندوات المجتمعين من كهنة "توت" بداخل غرفة بها مقصورة داخلها مومياء لقرد البابون أمامها مائدة لتقديم القرابين وعن يساره بالغرفة تمثال لقرد البابون. ويوجد أيضًا بالسراديب تابوت للكاهن ( عنخ حور ) كاهن المعبود تحوت ويرجع للأسرة السادسة والعشرون حوالي 700 عام قبل الميلاد، ويزن غطاء التابوت فقط حوالي 8 طن وهو من أحجار منطقة طهنا الجبل بالمنيا ونقل عن طريق النيل إلى تونا الجبل، وجرى إدخاله إلى السراديب ووضعه بمكانه.