تشتكي عائلة الشيخ محمد رفعت من تعرض مدفنه بمنطقة السيدة نفيسة للإهمال نظرا لإلقاء مقاول لمواد بناء أمام المكان، وهو ما تسبب في أضرار بالغة له واعاقتهم من القدرة على زيارته. وقال علاء رفعت، حفيد القاريء الشهير، لمصراوي، إنه لم يتمكن من دخول المقبرة بسبب انتشار كميات من الرمال والطوب و"الزلط والقش" قام بوضعها مقاول يستخدم المكان لتخزين مواد البناء. كان الشيخ محمد رفعت أول من قرأ القرآن الكريم بالإذاعة المصرية عند افتتاحها في 1931، عُرف بصوته المميز وتلاوته العذبة وذاع صيته في أنحاء دول العالم، كما قرأ في العديد من المحافل والمناسبات المحلية والدولية، وظل يتلو القرآن لنحو 55 عامًا بمسجد مصطفى فاضل باشا في السيدة زينب. ويقع مدفن الشيخ الجليل في منطقة السيدة نفيسة الذي تملكه خلال فترة الأربعينات قبل أن يُدفن فيه عند وفاته عام 1950 ليصبح مزار لعشاقه من كافة الدول العربية والإسلامية والغربية فيما حرصت أسرته على الاعتناء بالمكان عبر أبنائه ثم أحفاده. وأكد علاء في تصريحاته لمصراوي اليوم الثلاثاء أن المدفن يعاني منذ سنوات عديدة من وضع مهملات وركام بجانبه وهو ما استدعى عمل محاضر رسمية في أقسام الشرطة والتواصل مع المسؤولين في الحي دون الاستجابة لاستغاثتهم. وأضاف حفيد الشيخ الملقب ب "قيثارة السماء": "كل ما نيجي ندفن حد من العيلة بنضطر نرفع الركام من المدفن، لكن كل فترة الحاجة ترجع تاني وعربيات تنزل طوب ورملة من جديد". وتابع الرجل بتأثر لمصراوي: "لما رحت المدفن أخر مرة معرفتش أدخل، دا غير إن السور وقع من كتر الحاجة اللي بتترمي عليه، ياريت يكون فيه حل نهائي للمسألة دي". وناشد حفيد الشيخ رفعت المسؤولين بسرعة التدخل لإنقاذ المدفن من التشويه والإهمال وضرورة إزالة الركام ومواد البناء من المنطقة والاهتمام بالحفاظ على نظافة المكان بصورة دورية. وأشار علاء لمصراوي إلى حاجة المدفن إلى التجديد قائلاً: "الناس بتيجي تزور المدفن من كل مكان في العالم، والشيخ له مكانته وقيمته في عالم المقرئين، لازم يتجدد ويكون في أفضل صورة ديما". من جانبها شددت هناء حسين، حفيدة الشيخ محمد رفعت، على شعور العائلة بالأسى للحال الذي وصل إليه المدفن، مُشيرة إلى أنهم قاموا بكل شيء من أجل الحفاظ عليه عبر 15 عامًا لكن بائت محاولاتهم بعدم النجاح. وأضافت حسين في تصريحات خاصة لمصراوي: "لازم الحي يشوف حل مع المقاول اللي بينزل الحاجة بتاعته قدام المدفن، احنا كلمناهم أكتر من مرة، مينفعش المكان يتساب بالشكل دا". وتابعت السيدة السبعينية وهي تبكي خلال حديثها لمصراوي: "وأنا صغيرة كان المدفن جنة، شكله جميل وفيه ريحان قبل ما يبقى بالشكل دا، أحنا كأسرة بنعمل اللي نقدر عليه بس لازم الدولة تساعد، الشيخ رفعت يستاهل مننا الكتير".
