عرفت القاهرة منذ قديم الأزل بمدينة الألف مئذنة، لانتشار المساجد بها، واهتمام المعماريين بالعمارة الإسلامية بأدق تفاصيلها بل والاهتمام بتطويرها، ولكن عند البحث والنظر بعمق إلى هذه المآذن المنتشرة فى مشارق القاهرة ومغامرة من المستحيل ان تجد مئذنة تشبه الأخرى، ولكن يمكن ان تجد فى بلد آخر من يحاول تقليد هذه المآذن بتصاميمها الفريدة، وهذا ما سوف نستعرضه من خلال موضوعات التالية، واليوم موعدنا مع مئذنة جامع أحمد المهمندار بوسط القاهرة: وقد توجه مصراوي إلى الدكتور حسام الدين إسماعيل – أستاذ الآثار الإسلامية – جامعة عين شمس – لاستقاء أهم المعلومات عن مئذنة جامع أحمد المهمندار والذى أمدنا بمعلومات غاية في الأهمية والقيمة يتم سردها فيما يلي: ظهرت المآذن في الجوامع بعد الفتوحات الأولى في العصر الأموي، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأذن للصحابي الجليل بلال بن رباح ليصعد أعلى المسجد ليؤذن، فلما رأى المسلمون الحضارات السابقة عليهم بدأوا في ادخاله كعنصر مضاف إلى الجوامع، واشترط الفقهاء أن تبنى في غير الأماكن المخصصة للصلاة، فجاء مكانها في أركان المبنى الخارجية أو أعلى الباب الرئيسي. تذخر مدينة القاهرة بعدت أنماط من هذه المآذن في أحيائها التاريخية حسب العصور التي بنيت بها، فالأقدم يرجع إلى العصر الفاطمي في القرن 10م فالعصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية، ثم وجدنا محاكاة لهذه الأنماط في النصف الأول من القرن العشرين. وتحديد في منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة والتي تذخر بأنماط متنوعة العصور من المآذن، أقدمها من العصر الأيوبي وأحدثها في القرن 19م. ونجد من بين هذه المنشآت التي ترجع إلى النصف الأول من القرن 8ه الموافق 14م وهى فترة تولي السلطان الناصر محمد الثرية بمنشآتها جامع أنشأه الأمير شهاب الدين أحمد بن أقوش العزيزي المهمندار نقيب الجيوش المصرية سنة 725ه الموافق 1324م بشارع التبانة وجعله مسجد ومدرسة وخانقاه وجعل طلبة الدرس فيها من فقهاء الحنفية، وفي سنة 1135ه الموافق 1722م جدده سليمان أغا القازدوغلى، وبنى له مئذنة وزوده بمنبر. وهذه المئذنة عبارة عن ثلاثة طوابق قاعدة وبدن مثمن حتى شرفة المؤذن (وهذا الجزء مملوكي) والجزء الثالث هو المجدد في القرن 18م وله قمة على شكل مخروطي يتبع لنمط هذا العصر. اقرأ أيضاً.. - مآذن لها تاريخ.. قصة مئذنة مسجد أعلى باب زويلة - مآذن لها تاريخ.. مئذنة جامع ابن طولون
