قال الدكتور حاتم الورداني، الرئيس التنفيذي لشركة "أسترازينيكا" العالمية بمصر، إن هناك مناقشات جارية حالياً بين الحكومة المصرية والهيئات المختصة، لتوفير حصة مصر من اللقاح المحتمل الذي طورته الشركة بالتعاون مع جامعة أوكسفورد البريطانية. وأضاف "الورداني" في تصريحات خاصة لمصراوي، اليوم السبت، أنَّ: "وزارة الصحة المصرية حريصة على توفير اللقاح بأكبر كمية ممكنة في أسرع وقت بالتنسيق مع المؤسسات الدولية المستقلة المسئولة عن التوزيع العادل للقاح"، موضحًا أنه سيتم الإعلان عن الكميات والموعد المتوقع للحصول على اللقاح من قِبل السلطات المصرية في حينه. كانت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة السكان، بحثت الأربعاء الماضي، مع السفير البريطاني لدى مصر، جيفري آدامز، و"الورداني"، توفير لقاح فيروس كورونا بعد ثبوت فاعليته والتي تعمل عليه شركة "أسترازينيكا" خاصة للفئات ذات الأولوية ولديهم عوامل خطورة. ويُعتبر لقاح كورونا الذي طورته أسترازينيكا وجامعة أكسفورد مرشحا وواعدا للاعتماد في سباق لقاحات كورونا حالياً. وشدد الرئيس التنفيذي ل"أسترازينيكا" بمصر، على أنه لا توجد أي عقبات تواجه الشركة لتوفير اللقاح بمصر، مؤكدًا دعم حصول مصر على حصتها من اللقاح المُحتمل. وبشأن خطة تسويق اللقاح وتوزيعه بين دول العالم، قال الورداني: "نحن ملتزمون بتوفير اللقاح المحتمل على نطاق واسع وعادل في جميع أنحاء العالم بدون ربح خلال فترة الوباء، وتحرز الشركة تقدمًا سريعًا في التصنيع بسعة تصل إلى 3 مليارات جرعة في عام 2021، علي حسب موافقات السلطات اللازمة". ولفت إلى قيام الشركة بتصنيع أكثر من 50 مليون جرعة، متوقعًا أن يقترب هذا العدد من 200 مليون جرعة بحلول نهاية عام 2020 والتي سيتم تعبئتها خلال الأشهر المقبلة. أما عن التخزين، أشار الورداني إلى أنه يتم تخزين ونقل والتعامل مع الجرعات في ظروف التبريد العادية (2-8 درجات مئوية)، كما لدينا 12 سلسلة إمداد تضم 20 مصنعا من بينهم مصانع أسترازينيكا. وعن موعد اعتماد اللقاح وبدء توزيعه، قال الورداني إن الأمر يتوقف على "موافقة السلطات الصحية العالمية عليه"، في إشارة إلى انتظار اعتماد وكالة الأدوية الأوروبية. وتحدث الرئيس التنفيذي ل"أسترازينيكا" بمصر، عن فاعلية اللقاح ودرجة أمانه بالقول إنه تم نشر النتائج المبدئية للتجارب الاكلينيكية التي أجرتها جامعة أكسفورد يوم 8 ديسمبر الجاري في المجلة العلمية "ذا لانسيت"، وأظهرت أن اللقاح آمن وفعال في الوقاية من أعراض كورونا، وأنه يقي من الأعراض الشديدة والحاجة إلى الحجز بالمستشفيات. ولفت إلى أنه من المعروف علمياً أن رقم 60٪ هو الحد الأدنى الذي عنده أو أكثر منه يتم اعتبار اللقاحات بمختلف أنواعها بأنها فعالة، وبالتالي يتم اعتمادها من السلطات الصحية العالمية، وبالتالي فإن أيا من اللقاحات عندما تحقق فاعلية 60% أو اكثر فإنها تعتبر ناجحة بكل المقاييس و يصرح له بالتداول. وأوضح أن هناك عوامل يتم أخذها في الاعتبار لقياس فاعلية اللقاحات عند تداولها بين العامة، وهي اعتبار مدى استدامة الاستجابة والسلامة وسهولة الاستخدام وعملية التخزين والنقل. وأشار الورداني إلى أنه تم تجربة اللقاح بتطبيق بروتوكول استعمال اللقاح مع مجموعتين من المتطوعين بنظام جرعات مختلف بين المجموعتين، وأظهر النظامين فاعلية في منع الإصابة بالكوفيد-19، ولم يكن هناك أي احتياج لحجز المتطوعين بالمستشفيات ولم تسجل أي إصابات شديدة بالفيروس بين المشاركين الذين بلغ عددهم 11636 متطوعا بالمجموعتين في المملكة المتحدة والبرازيل. وقال إنه تم إعطاء المجموعة الأولى اللقاح بنظام نصف الجرعة ثم بعد شهر تم إعطائهم جرعة ثانية كاملة، وأظهر هذا النظام فعالية بنسبة 90٪، أما المجموعة الثانية من المشاركين فقد تم إعطائهم جرعة كاملة وبعد شهر جرعة ثانية كاملة وقد اظهر هذا النظام فعالية بنسبة 62٪، وبالتالي كان متوسط نتائج المجموعتين 70%. وختامًا، قال الورداني: "في كل الأحوال، نستمر في جمع وتحليل النتائج لتأكيد الفاعلية وكذلك تحديد مدة الحماية".