في إطار حملته «وأزواجه أمهاتهم» تعريفًا بأمّهاتنا أمّهاتِ المؤمنين زوجات سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبرًّا بهنَّ، وبيانًا لِمَا لهنَّ من فضائل مناقب وحقوق، نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية نبذة تعريفية للسَّيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، زوجة النبي وأول من آمنت به وبرسالته من النساء. قال الأزهر العالمي للفتوى، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، حول سيرتها العطرة: عمل النَّبي صلى الله عليه وسلم في تجارتها، ثم تزوجها وهو في سنِّ الخامسة والعشرين، وهي يومئذٍ في سنّ الأربعين. فكانت أول زوجاته، وأمّ جميع أولاده عدا سيدنا إبراهيم. وهي أول من آمن بدعوة الإسلام علىٰ الإطلاق، وأول من توضأ وصلَّىٰ. ثم هي الحانية، الحكيمة، العاقلة، النبيلة، المؤيدة لدين الله، المواسية لسيدنا رسول الله بنفسها ومالها، وهي التي صبرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علىٰ حصار قريش لبني عبد مناف في شِعب أبي طالب ثلاث سنوات كاملة. وقد كان صلى الله عليه وسلم طيلة حياته وفيًّا لها، بارًّا بها، مُكرِمًا لآلها وصديقاتها، ومُعترفًا بجميلها، كثير الحديث عنها. استمر زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعًا وعشرين سنة وستة أشهر، ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم غيرَها في حياتها. واستحقت رضِيَ اللهُ عَنْهَا أن تكون من أفضل نساء أهل الجنة؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ. قَالَ : «تَدْرُونَ مَا هَذَا؟». فَقَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمران» أخرجه أحمد. وتُوفِّيت رضي الله عنها قبل هجرته صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين ولها من العمر خمس وستون سنة، فحزن عليها صلى الله عليه وسلم حُزنًا شديدًا، وسُمّي عامُ وفاتها ب«عام الحزن»، وهو العام الذي توفي فيه عمه أبو طالب الذي كان يحوطه ويحميه. فرضي الله عنها وعن أمهاتنا أمهات المؤمنين.