في تقييم تشاؤمي جديد رُبما يبدو واقعيًّا حيال جائحة فيروس كورونا المُستجد، توقعت كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية استمرار مرض "كوفيد 19" لفترة تتراوح بين 4 و5 أعوام قبل أن يتمكن العالم من السيطرة عليه. وأشارت العالمة الهندية البارزة لدى المنظمة سمية سواميناثان إلى وجود عدة عوامل لتقييم خطورة الفيروس وتحديد إلى أي مدى سيظل يُمثل تهديدًا عالميًا، بما في ذلك التعرف على ما إذا كان يتحوّر، والإجراءات الوقائية المُتخذة لمواجهته، والأهم من ذلك تطوير لقاح فعّال. وقالت سواميناثان في حديث عن بُعد إلى صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية: "أود أن أقول إنه في خلال 4 أو 5 سنوات يمكننا أن نسيطر على هذا الوباء"، مُضيفة: "لا توجد كرة بلورية.. ويمكن أن يصبح الوباء أسوأ على الأرجح". وتابعت: "يبدو تطوير لقاح في الوقت الحالي أفضل الحلول"، ولكنه يحتاج المزيد من الاختبارات لإثبات فعاليته وسلامته وكذلك إنتاجه وتوزيعه العادل. وأضافت أن "اللقاح يُمكن أن يُصبح غير فعال إذا تحوّر الفيروس". في السياق ذاته، شكّك بيتر بايوت، أستاذ الصحة العالمية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، في إمكانية القضاء على الفيروس التاجي المُستجد، مُشيرًا إلى أن ذلك الأمر يتطلب أكثر بكثير من مجرد "تطوير لقاح فعال". وقال بايوت- الذي تعافى من الفيروس- للصحيفة: "تم القضاء على الجدري فقط في إطار القضاء عليه كمرض بشري. لذا سيتعين علينا إيجاد طريقة كمجتمعات للتعايش مع كوفيد 19". وأشار إلى أنه ينبغي على المجتمعات أن تتحوّل من استراتيجية عمليات الإغلاق الواسعة إلى اتباع مناهج "محددة ودقيقة" لقمع تفشي الوباء. واعتبرت سواميناثان أن تقييم مخاطر رفع القيود ومعرفة كيفية الوصول إلى "الوضع الطبيعي الجديد" يُمثل أكبر تحدٍ لصانعي السياسات في الوقت الراهن. ومع ذلك، أشارت إلى أن بعض الدول لم تلجأ إلى فرض إجراءات صارمة تهدف إلى تطبيق قواعد التباعد المكاني: فقد كانت السويد بارزة بشكل ملحوظ كواحدة من الدول الأوروبية القليلة التي لم تدخل في إغلاق. وأمس الأربعاء، قال رئيس الطوارئ في منظمة الصحة العالمية إنه من المحتمل أن يستمر "كوفيد 19" لفترة طويلة، محذرا من استحالة التنبؤ بموعد السيطرة على الجائحة. وقال الدكتور مايكل رايان في مؤتمر صحفي: "هذا الفيروس ربما لا يختفي"، موضحًا أنه بدون لقاح قد يستغرق الأمر سنوات ليطور الناس مستويات كافية من المناعة ضده كما حذّر مايكل أوسترهولم، مدير مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا، في وقت سابق من عدم انتهاء جائحة كورونا حتى تُصيب كل شخص تتمكن من إصابته، مُشيرًا إلى أنها لا تزال في مراحلها الأولى من مهاجمة العالم.
