بعد مرور العاصفة كيارا على شمال وشرق فرنسا، ضربت رياح قوية بلغت سرعتها 220 كيلومترًا في الساعة صباح الثلاثاء جزيرة كورسيكا، حيث أعلنت السلطات حالة التأهب باللون البرتقالي. وواصلت رياح غربية وجنوبية غربية عاتية خلال ساعات الصباح الهبوب بسرعة تراوح بين 150 و210 كيلومترات بالساعة من بالاناي في شمال كورسيكا نحو ساغرو. واشتدت الرياح صباح الثلاثاء في منطقة باستيا في الجزيرة وراوحت سرعتها بين 130 و160 كيلومترًا بالساعة. ويفترض أن تنخفض سرعتها خلال فترة بعد الظهر. ويتوقع أن تصل سرعة الرياح في منطقة الألب البحرية إلى ما بين 100 و130 كيلومترًا بالساعة في المناطق النائية. وعلى الساحل، ستبلغ سرعة الرياح بين 90 إلى 110 كيلومترات بالساعة في منطقة شبه جزيرة آنتيب. ومن المتوقع أن تخف شدّة الرياح بعد ظهر الثلاثاء. وعلّقت أنشطة الموانئ من باستيا وليل روس في كورسيكا الثلاثاء بسبب الرياح الشديدة، كما حولت الرحلات الجوية المتجهة من كالفي إلى باستيا، وفق ما أعلنت إدارة امقاطعة. وأبقت إدارة الأرصاد الجوية الفرنسية على حالة التأهب البرتقالي في 11 إقليماً في البلاد. وفيما تتجه كيارا نحو بحر النروج، يبقى إقليما سان-ماريتيم ولور في حالة تأهب برتقالي بسبب الفيضانات. في الوقت نفسه، لا يزال إقليما با-دو- كاليه وسوم في شمال فرنسا في حالة تأهب برتقالي أيضاً تخوفاً من فيضانات ناتجة عن أمواج. وبحسب السلطات، فإن "شدة الظاهرة ستكون أكثر وضوحاً في فترات المد البحري"، أي نحو الساعة 13,00 الثلاثاء. صعوبات ويبدو أن قطاع النقل لن يواجه صعوبات إضافية نتيجة للعاصفة. وعلى صعيد قطاع سكك الحديد، "ليس من المنتظر وقوع اضطرابات إضافية، بل فقط بعض الصعوبات في مناطق معزولة"، وفق ما أعلنت الشركة الوطنية للسكك الحديد. بالنسبة للنقل الجوي، "لن يكون هناك أي تأخير يذكر بالمقارنة مع الأيام العادية"، وفق ما أكد مصدر في قطاع الطيران. وألغيت أوأرجئت الاثنين 50 رحلةً في مطاري أورلي وشارل ديغول الدوليين في باريس، وكذلك عدة رحلات محلية طالت آلاف الركاب. وسيتحسن الوضع كذلك بالنسبة لخدمات الكهرباء. وبقي 15 ألف منزل محروماً من الطاقة الكهربائية مساء الاثنين خصوصاً في النورماندي واو دو فرانس (شمال) وغران إيست (شرق)، مقابل 130 ألف منزل صباح الاثنين، بحسب شركة الكهرباء الفرنسية "إينيدي". وأكدت الشركة أن "نحو 4 آلاف موظف في إينيدي وشركائها لا يزالون في حالة تأهب". مقتل شخص في سويسرا في لوفروال في شمال فرنسا، أصيب رجل بجروح بعد وقوع لوح إعلاني عليه. ونقل إلى المستشفى في حالة خطرة، وفق دائرة الإطفاء. وفي غران إيست، اضطرت عناصر الإطفاء إلى إزاحة العديد من الأشجار التي سقطت وسط الطرقات، كما تلقت آلاف الاتصالات وتدخلت مئات المرات بعد البلاغ عن طيران أسقف منازل ووقوع خطوط كهرباء أرضاً. وفي با-ران (شرق)، أصيب 6 أشخاص بجروح طفيفة بينهما امرأتان تبلغان من العمر 45 و57 عاماً بعد سقوط شجرة في ستراسبورغ. وفي أو-ران (شرق)، أفادت إدارة المقاطعة بإصابة "ثلاثة أشخاص" بجروح تكفلت عناصر الإطفاء بمعالجتهم. وفي باريس ومناطق محيطة بها، تدخل الإطفائيون 300 مرة منذ بدء العاصمة صباح الأحد للتصدي خصوصاً لحالات تساقط أجسام أو فروع أشجار. وتسبب الرياح في بلدة سان ديي دي فوسغ (شرق) بطيران سقف مدرسة. أما في فوغلشيم في أو ران (شمال شرق فرنسا)، تحرك 100 إطفائي للسيطرة على حريق اندلع في منشرة. شمالاً، تدخل الإطفائيون خشية من سقوط واجهة فندق قرب محطة قطار في ليل-اوروب، "كان يخشى سقوطها على طريق عام من ارتفاع 50 متراً". وفي سويسرا، تسببت كيارا بمقتل شخص، ما يرفع عدد القتلى في أوروبا بسبب العاصفة إلى 8 أشخاص. وقتل الرجل البالغ من العمر 36 عاماً بعد اصطدام سيارته بمؤخرة شاحنة دفعتها الرياح قرب فريبوج (غرب) الاثنين.
