أكدت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، التي يرأس مجلس إدارتها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أنها حرصت خلال عام 2019 من خلال فروعها المنتشرة بمحافظات مصر على الإسهام الفعال في الاستراتيجية الرئاسية لبناء الإنسان، من خلال التوسع في فروعها الداخلية؛ تحقيقا للتواصل المباشر مع المواطنين بمختلف المحافظات، بما يسهم في زيادة الوعي الديني والوطني لديهم وغرس القيم الأخلاقية والفضائل العليا في نفوسهم وفقا للمنهج الأزهري الرصين عقيدة، وشريعة، وأخلاقًا. وأوضحت المنظمة في - بيان اليوم الأحد - أن المنهج الأزهري يتسم بالوسطية والفهم القويم لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، مرتكزا على الجمع بين التراث والحداثة، والذي يعد أكبر ضمانة لإرساء دعائم السلام والأخوة الوطنية، والاستقرار المجتمعي، وفقه المواطنة، وثقافة الحوار، وشرعية الاختلاف وقبول الآخر، وإعلاء قيم الانتماء الوطني، والتفاني في العمل والإنتاج والمشاركة الإيجابية في صنع الحاضر والعبور الآمن إلى مستقبل أفضل. وقالت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إن ما نفذته من فعاليات بمختلف المحافظات، تترجم رسالة الأزهر التي تعكس الفهم الحقيقي للدين الحنيف، وترتكز على التواصل الجماهيري الميداني، لتصحيح المفاهيم المغلوطة، وبث رسائل تنويرية تضيء عقول المواطنين خاصة الشباب بالفكر الراشد، بما يجعلها عصية على الاختراق أو الانزلاق إلى براثن الجماعات المتطرفة ويضمن الإسهام الفعال في بناء الشخصية الوطنية الواعية. وأوضحت أنها أسهمت على مدار العام الجاري في توسع انتشارها بمحافظات دمياط، الدقهلية، بورسعيد، الغربية، المنيا، سوهاج، الأقصر، البحر الأحمر، كفر الشيخ، الفيوم، بني سويف، مطروح، البحيرة، شمال وجنوب سيناء، الإسكندرية، أسوان والمنوفية، مشيرة إلى أن هذه الفروع الداخلية تضم في مجالس إدارتها نخبة من علماء الأزهر، وأعضاء هيئة تدريس جامعة الأزهر، وشباب الأزهر. وأشارت إلى أنها تعكف على الانتشار الفعال بجميع ميادين العمل المجتمعي، من خلال عقد الأنشطة الفكرية التي تناسب مختلف الشرائح المجتمعية والفئات العمرية خاصة الشباب، وطلاب التعليم الجامعي، وقبل الجامعي، بالمدن والقرى والنجوع لتوعيتهم وتحصينهم من الأفكار المغلوطة التي تروج لها الجماعات الإرهابية المضللة مستهدفة التلاعب بعقول الناشئة عبر تفسيرات مشوهة للقرآن والسنة. وأوضحت المنظمة أن الفروع الداخلية لها حرصت على تعزيز الانتماء الوطني، وتأكيد أهمية الوقوف صفا واحدا خلف القوات المسلحة، والمؤسسات الوطنية في معركتها ضد الإرهاب، وإبراز دور المرأة المصرية في صناعة السلام، وتربية النشء على القيم الدينية، والإنسانية، والحضارية، التي تعكس سماحة الإسلام، والتوعية بضوابط تجديد الخطاب الديني، وفقه الأسرة، الصحة النفسية، وأخلاقيات العمل، لافتة إلى تنظيم دورات تدريبية في تفكيك الفكر المتطرف، والتأهيل العلمي للأئمة والوعاظ، وحل المنازعات العائلية انطلاقًا من ثوابت الدين الحنيف، والتأكيد على أهمية العمل التطوعي ومساعدة الفقراء. وأكدت أنها تبنت العديد من المبادرات والحملات التوعوية علي مدار العام منها ندوات: "قطرة مياه = حياة"، "أهمية ترشيد استهلاك المياه"، التي أبرزت أهمية الحفاظ علي مياه النيل باعتباره المصدر الوحيد للمياه العذبة في مصر، و"مقاومة الهزيمة النفسية"، و"ظاهرة الانتحار والوقاية منه" التي دعت لبث روح التفاؤل والإيجابية لدى الشباب وتشجيعهم على المشاركة الناجحة والفعالة في شتى مجالات الحياة، والبعد عن التشاؤم والروح السلبية، إضافة إلى مبادرة ترسيخ المنهج الوسطي التي ارتكزت على سلسلة لقاءات توعوية بعنوان: "مواجهة الفكر المتطرف" وركزت على دور الأسرة في مواجهة الأفكار المتطرفة وتوعية الأبناء بخطورتها وكيفية مواجهتها بإرساء دعائم الفكر الوسطي المستنير. وبينت المنظمة إن هذه المبادرات تضمنت التوعية بحقوق الطفل من خلال عقد عددٍ من اللقاءات التوعوية لطلاب وطالبات المدارس والمعاهد الأزهرية بعنوان "حقوق الطفل في الإسلام" بما يسهم في التنشئة السليمة للأطفال دينيا، أخلاقيا، اجتماعيا، نفسيا، ومبادرة "محو أمية المرأة" ومواجهة العنف ضد المرأة، ومبادرة لرعاية المكفوفين احتفالا باليوم العالمي للعصا البيضاء، موضحة أنه تم عقد الدورة التدريبية الأولى لمنسقي الفروع الداخلية لتأهيلهم بمهارات تكنولوجية وإعلامية وإدارية، تسهم في رفع كفاءة أدائهم نحو الاضطلاع برسالة الأزهر وإرساء الفهم الحقيقي للدين الحنيف بمختلف المحافظات. وأضافت أنه تم تنظيم دورات تدريبية في اللغة الإنجليزية بالفروع الداخلية لتدريب خريجي الأزهر ومعلمي المعاهد الأزهرية على النحو الذي يساعدهم في الانفتاح على العالم ومسايرة آخر تطورات البحث العلمي والمعارف الإنسانية والمجتمعية، ودورات في "أساسيات اللغة العربية"، والدورات التخصصية والتربوية في التعليم الإلكتروني، وأساسيات الإدارة الفعالة. وأوضحت أنه تم عقد العديد من الندوات بمدن وقرى ومراكز الجمهورية بهدف تحصين الشباب من الفكر المتطرف والتصدي لظاهرة العنف والتنمر بين الأطفال، منها لقاء توعوي بعنوان: "بالعلم والرياضة نقضي على الإرهاب"، ولقاء آخر بعنوان: "أسباب الفكر المتطرف وطرق مكافحته"، و"كيف نحمي أولادنا من التطرف"، وندوة بعنوان: "الإرشاد النفسي والأسري والتسامح وترسيخ القيم الإسلامية ومكارم الأخلاق لدى النشء"، وندوة "شباب في مواجهة الإرهاب"، إضافة إلى عدد من المنتديات التي تستهدف ترسيخ الوحدة الوطنية وتعزيز قيم المواطنة والتعايش المجتمعي، وثقافة التسامح، والتوعية الصحية وضرورة المشاركة في المبادرات الوطنية للرعاية الصحية. وأشارت إلى أن الفروع الداخلية للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر أدت دورا وطنيا مضيئا، وتصدت بقوة لحملات تزييف الوعي الوطني التي تستهدف النيل من وحدة الوطن واستقراره وعرقلة مسيرته التنموية من خلال إثارة الشائعات عبر المنصات الإلكترونية، واستطاع علماء الأزهر بالمحافظات أن يشكلوا حصنا منيعا ضد الفوضى، وأن يسهموا في بناء الوعي الديني والوطني السليم بين المواطنين، من خلال التواصل الجماهيري الميداني المباشر وعقد العديد من الندوات منها: "خطورة الشائعات وتزييف الوعي"، و"مخاطر الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي" وندوات عن حب الوطن منها "الولاء والانتماء"، و"مصر السلام والأمان"، و"روح العمل الجماعي وأثره على المجتمع"، و"القيم الإيجابية في المجتمع المصري". وفي ختام البيان تؤكد المنظمة أنه ومع نهاية عام 2019 وحلول عام 2020، ستواصل فروعها بالمحافظات العمل الدؤوب من أجل ترسيخ قيم التعايش السلمي والتسامح والمواطنة والانتماء والفكر الوسطي وقبول الآخر، من أجل خلق مجتمع متماسك قوي بأبنائه ويسهم في وحدة الوطن وتقدمه.