هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارًا وتكرارًا بإطلاق سراح مُقاتلي تنظيم داعش في أوروبا، كنوع من العقاب لبعض الدول مثل ألمانيا وفرنسا، وقال إنه يفكر في تغيير الدستور بأمر تنفيذي، مُشيرًا إلى أنه قد يحاول الاستمرار في الحكم لأكثر من فترتين، كما أنه أعادة كتابة التاريخ من خلال التعليقات على طرد روسيا من مجموعة الثماني والتي باتت تُعرف باسم مجموعة السبع، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ولكنه قارن نفسه بالله، وادعى أنه يمزح عندما قال إنه يريد منح نفسه وسام شرف. قال موقع "VOX" الأمريكي إن ترامب أدلى خلال الأيام الماضية بتصريحات مُثيرة للجدل، وهذا ليس بالأمر الجديد، فقد اعتاد على قول أمور وأشياء غريبة منذ توليه الرئاسة. شراء جرينلاند ذكر الموقع الأمريكي أن الأمر بدأ بإعراب إدارة ترامب عن رغبة الرئيس في شراء جزيرة جرينلاند، أكبر جزر العالم وهي إقليم ذو حكم مستقل، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، ولكنه تحول إلى خلاف دبلوماسي بين الرئيس الأمريكي والدنمارك، الحليفة الاستراتيجية المقربة للولايات المتحدة. فاجئ ترامب العالم بإلغاء زيارته إلى الدنمارك بعد تصريحات رئيسة الوزراء التي ووصفت فيها اقتراحه بشراء جرينلاد بالسخيف، وقالت إنها تأمل ألا يكون ترامب جادا فيما يقول. وكان من المقرر أن يزور ترامب الدنمارك زيارة رسمية بدعوة من الملكة مارغريت الثانية. وفي حديثه للصحفيين في حديقة البيت الأبيض بعد ظهر الأربعاء، أعرب ترامب عن امتعاضه إزاء تصريحات فريدريكسن. وقال "اعتقد أن تصريح رئيسة الوزراء بأن العرض سخيف، وأن الفكرة سخيفة كان بغيضا". ولاء اليهود تعاملت الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية لاسيما نيويورك تايمز مع الأزمة التي تسبب بها ترامب مع الدنمارك، دولة صغيرة وحليفة للولايات المتحدة، باعتبارها أمراً سريالياً. قالت شبكة "سي إن إن" إن العقلية التجارية التي يتعامل بها مع كل الأمور، جعلته يشعر وكأنه من الممكن بيع وشراء الدول، والحصول على ما يريد وقتما يريد. في الأسابيع الأخيرة الماضية، حاول ترامب تحقيق مكاسب من خلال انتقاده للنابتين الديمقراطيتين إلهان عُمر ورشيدة طليب، وقال إنهما تتحدثان عن إسرائيل بطريقة مُضللة، ويروجان لكراهية إسرائيل ومعاداة الشعب اليهودي. كذلك شكك الرئيس الأمريكي في ولاء اليهود الذي يصوتون للديموقراطيين في الانتخابات. وقال:"بالنسبة لي، فإن تصويت أي يهودي لديموقراطي يدل على نقص كامل في المعرفة أو عدم ولاء كبير". وردا على سؤال عن هذه التصريحات قبل أن يتوجه إلى ولاية كنتاكي الأربعاء، أكد ترامب من جديد أن اليهود الذين يصوتون للحزب الديموقراطي "يفتقدون إلى الولاء للشعب اليهودي، ويعبرون عن نقص كبير في الولاء حيال اسرائيل". يرى الموقع الأمريكي أن ترامب يحاول استخدام عُمر وطليب في اقناع اليهود الأمريكيين بعدم التصويت للديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، إلا أن السحر انقلب على الساحر خاصة وأن عدد كبير من اليهود قد أعربوا عن استيائهم من تصريحات ترامب. "ملك إسرائيل المُختار" ورغم حالة الانقسام التي أثارتها تصريحاته بين اليهود إلا أن ترامب تفاخر بحب اليهود الشديد له، وأعاد نشر تغريدة على حسابه في "تويتر" لتصريح للإعلامي المثير للجدل، واين ألين روت، الذي لقبه فيه ب"ملك إسرائيل". قال ترامب في تغريدته متوجهاً للإعلامي : "شكراً لك وين ألين روت على الكلمات اللطيفة جداً". وكان الإعلامي اليهودي قد قال إن"الرئيس ترامب هو أعظم رئيس لليهود وإسرائيل في تاريخ العالم، وليس أمريكا فقط، إنه أفضل رئيس لإسرائيل في تاريخ العالم.. والشعب اليهودي في إسرائيل يحبه، كأنه ملك إسرائيل. كأنه ظهور المسيح الثاني. لكن اليهود الأمريكيين لا يعرفونه ولا يحبونه. إنهم لم يعودوا يعرفون ماذا يفعلون أو يقولون، هذا غير منطقي! لكن هذا جيد، إذا استمر في فعل ما يفعله، فهو جيد لكل اليهود والسود والمثليين والجميع. والأهم من ذلك، إنه جيد لكل شخص في أمريكا يريد وظيفة". وذكر الموقع الأمريكي أن ترامب يتعامل مع نفسه دائماً بهذه الطريقة، ويرى أنه إله أو مُختار مُرسل من السماء، وهو ما دفع العديد من وسائل الإعلام في بلاده إلى السخرية منه ونشر صور كاريكتريته تسخر من تصريحاته، خلال حديثه لوسائل الإعلام، الأربعاء الماضي، والتي استخدم فيها لهجة مسيحية مُتدينة، ونظر إلى السماء وقال للجميع "أنا المختار"، وهو يدافع عن حربه التجارية على الصين، مشيرا إلى أن قدره هو أن يواجه بكين. ولا تعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها تشبيه ترامب بشخصية دينية، فسبق أن قال وزير خارجيته مايك بومبيو إن الله ربما يكون أرسل ترامب ليكون "الملكة إستير" لهذا العصر، وهي شخصية توراتية أقنعت مالك فارس بإعفاء الشعب اليهودي.
