"الأنبياء السابقون قد حجُّوا، ويحتمل أن يكون أتباعهم قد أمروا بالحج، ويحتمل أنهم لم يؤمروا به" تقول دار الإفتاء المصرية، فقد ثبت حج الأنبياء السابقين بيت الله الحرام، فورد إلينا حج موسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء..وهذه بعض ما وصلنا من رحلات الأنبياء لحج بيت الله الحرام آدم ونوح روى الحافظ السيوطي أن آدم عليه السلام قد الحج البيت سبعين حجة من أرض الهند ماشيًا، وقيل في رواية أخرى عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن آدم أتى البيت ألف أتية لم يركب قط فيهن من الهند على رجليه". وحج نوح عليه السلام البيت قبل الطوفان، وحج كذلك إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ماشين، وقال ابن اسحق إن إبراهيم عليه السلام كان يحج البيت كل سنة على البراق. وقد روي عن عروة بن الزبير في كتاب "أخبار مكة للأزرقي" أنه قال : بلغني أن البيت وضع لآدم عليه السلام يطوف به ، ويعبد الله عنده ، وأن نوحا قد حجه ، وجاءه ، وعظمه قبل الغرق ، فلما أصاب الأرض الغرق حين أهلك الله قوم نوح ، أصاب البيت ما أصاب الأرض من الغرق ، فكانت ربوة حمراء ، معروفة مكانه ، فبعث الله عز وجل هودا إلى عاد ، فتشاغل بأمر قومه ، حتى هلك ولم يحجه ، ثم بعث الله تعالى صالحا عليه السلام إلى ثمود ، فتشاغل حتى هلك ، ولم يحجه ، ثم بوأه الله عز وجل لإبراهيم ، فحجه ، وعلم مناسكه ، ودعا إلى زيارته ، ثم لم يبعث الله نبيا بعد إبراهيم إلا حجه. حج أنبياء بني إسرائيل والحواريين حج موسى عليه السلام راكبًا على جمل أحمر، وكان يرتدي عبائتين، وطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة، وكان موسى يقول: لبيك أنا عبدك لديك. وكانت تلبية عيسى: لبيك أنا عبدك بن أمتك، وقال ابن عباس عن حجة موسى : " أقبل موسى يلبي تجاوبه جبال الشام ، على جمل أحمر ، عليه عباءتان قطوانيتان " . وقد ورد في كتاب أخبار مكة للأزرقي أن موسى عليه السلام حين حج طاف بالبيت ، فلما خرج إلى الصفا ، لقيه جبريل عليه السلام ، فقال : يا صفي الله ، إنه الشد إذا هبطت بطن الوادي . فاحتزم موسى نبي الله على وسطه بثوبه ، فلما انحدر عن الصفا ، وبلغ بطن الوادي سعى ، وهو يقول : لبيك اللهم لبيك . قال : يقول الله تعالى : لبيك يا موسى ، وهذا أنا معك. وقد حج بالبيت ألف نبي من بني إسرائيل، كما روي عن ابن الزبير، وقال ابن عباس: كانت الأنبياء يحجون مشاة. حفاة، يطوفون بالبيت العتيق ويقضون المناسك، مشاة حفاة، وعنه أيضًا أن الحواريون قد قاموا بالحج، وعندما دخلوا الحرم مشو تعظيمًا له. حج صالح عليه السلام بقومه على الرغم من الرواية التي ذكرت أن هودًا وصالحًا شغلتهما دعوة قومهما عن حج البيت، إلا أن هناك رواية أخرى تحكي عن رحلة صالح للحج بعد هلاك قومه ونجاة المؤمنين معه، فروي وهب بن منبه أن صالحًا عليه السلام قد حج بقومه، حيث خطب عليه السلام في الذين آمنوا معه بعد هلاك قومه قائًلا: إن هذه دار سخط الله عليها وعلى أهلها فأرحلوا عنها، فقالوا مرنا بما نفعل، قال: تلحقون بحرم الله، فأهلوا من ساعتهم بالحج، ثم أحرموا في العباءة، فوردوا مكة، فلم يزالوا بها حتى ماتوا، فتلك هي قبورهم بين دار الندوة ودور بني هاشم. حجة يونس على ناقة جعدة حج يونس عليه السلام إلى الكعبة حسبما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم على ناقة "جعدة" مرتديًا الصوف، فروي ابن عباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه مر بوادي الأزرق، فقال: كأني أنظر إلى موسى هابطًا من الثنية، له جوار إلى الله عز وجل بالتلبية، ثم أتى على ثنية هرشا، فقال: كأني أنظر إلى يونس على ناقة جعدة عليه جبة صوف، خطام ناقته خلبة مارًا بهذا الوادي ملبيًا.
