مع اقتراب موسم شم النسيم، تشهد أسواق الأسماك في الإسكندرية ارتفاعا بنسبة تجاوزت 50% في بعض الأصناف، ما أدى إلى تراجع نسب الشراء، وسط حالة من عزوف المواطنين عن الإقبال لدرجة وصلت إلى تضامن البعض مع دعوات مقاطعة الشراء في محاولة لإجبار التجار على تخفيض الأسعار. وتصدرت أصناف البوري والبلطي قائمة الأسماك التي شهدت زيادة في أسعارها، بنسبة قاربت 60% عن السعر الأصلي ليتراوح سعر البلطي بين 35 إلى 40 جنيها للكيلو فيما تراوح سعر البوري بين 55 إلى 75 جنيها للكيلو، وبلغ متوسط كيلو السردين 40 جنيها. وتراوح سعر الكيلو لأصناف السبيط والكاليماري بين 90 و180 جنيها، وتراوحت أسعار الكابوريا بأنواعها بين 40 إلى 100 جنيه للكيلو، كما تراوح سعر كيلو الجمبري بين 275 و325 جنيها. الفسيخ وارتفاع الأسعار وأرجع رجب السيد، تاجر أسماك بمنطقة المنشية، ارتفاع أسعار عدد من أنواع الأسماك وخاصة البوري خلال الأيام الماضية، إلى أن حلول موسم شم النسيم تسبب في نقص المعروض ذلك الصنف بالأسواق، نظرا لقيام التجار بتجميعه لتصنيع الفسيخ. وقال جابر عبد الصبور، تاجر أسماك بسوق منطقة بحري، إن ارتفاع أنواع مختلفة من الأسماك بجانب البوري يرجع إلى عدم استقرار الأحوال الجوية خلال الفترة الماضية، الأمر الذى أدى إلى انخفاض معدلات الصيد، وتوقفها في بعض الأحيان. واعتبر أن ارتفاع أسعار الأسماك أمر طبيعي في هذا التوقيت من العام، مشيرا إلى أن السمك البلطي ارتفع أيضا بالتبعية لزيادة الاستهلاك خاصة وأنه ضمن الأنواع الأكثر شهرة وأي زيادة تطرأ على سعره يتأثر بها المواطن بشكل مباشر، مبينا أن أكد أن ارتفاع أسعار بعض الأصناف الأخرى من الأسماك والجمبري تتأثر بشكل أكبر بها المطاعم والفنادق لأن الاهتمام الأكبر ينصب على البلطي والبوري. المقاطعة وتخفيض الأسعار وأيد جمال زقزوق رئيس جمعية حماية المستهلك بالإسكندرية، دعوات المواطنين لمقاطعة الأسماك التي ارتفعت أسعارها بشكل مبالغ، لافتا إلى أن السمك البلطي وصل سعره إلى 50 جنيها للكيلو لدى بعض التجار، بينما بلغ متوسط سعر البوري بين 70 جنيها للكيلو، لافتا إلى أن المقاطعة خطوة إيجابية لإجبار التجار على تخفيض الأسعار. التصدير وتكاليف الصيد وعلى جانب آخر، أكد سعيد الطبجي مسؤول أحد مراكب الصيد بمنطقة بحري، أن ارتفاع إيجار مراكب الصيد والشباك فضلاً عن اصطياد الزريعة وحظر الصيد فى بعض المناطق أثر بشكل كبير على الكميات المطروحة بالأسواق وبالتالي ارتفعت الأسعار نظرا لزيادة الطلب وقلة المعروض. واتفق معه محمود السماك، صياد بمنطقة بحري، مضيفا أن تصدير الأسماك للخارج أثر أيضا بشكل سلبي على أسعار الأسواق المحلية، لافتا إلى أن بعض كبار التجار يفضلون تصدير بضاعتهم نظرا لارتفاع هامش الربح مقارنة بطرح الكميات بالأسواق المحلية. المجمعات الاستهلاكية من جانبه أكد سليمان الطيب وكيل مديرية التموين والتجارة الداخلية بالإسكندرية، تشكيل غرف عمليات رئيسية لمتابعة الأسواق، والتنسيق مع سلاسل المجمعات الاستهلاكية والمنافذ الحكومية لتوفير كميات من الأسماك لإحداث التوازن في الأسعار. وقال الطيب في تصريح ل "مصرواي" إنه جرى التنسيق مع الجهات المعنية للمرور على السلاسل التجارية والأسواق الشهيرة وبائعي الأسماك المملحة لمتابعة جودة السلع المعروضة وضبط المخالفات، مبينا أن سلع الأسماك المملحة الخاصة بموسم شم النسيم لم تظهر منها سوى كميات خفيفة حتى الآن ومن المتوقع أن تطرح لدى البائعين بدءا من الأسبوع المقبل. وأضاف وكيل مديرية التموين بالإسكندرية، أنه من المقرر تنفيذ عدد من الحملات مكبرة خلال الأيام المقبلة بمعاونة كل الأجهزة من التموين والصحة والطب البيطري ومباحث التموين، للمرور على الأسواق الكبرى تستهدف ضبط المخالفات الخاصة بالسلع الموجودة لفحص صلاحيتها للاستهلاك الآدمي ومدى مطابقتها للمواصفات القياسية.
