يجري المبعوث الأممي الجديد إلى سوريا، جير بيدرسون، اليوم الثلاثاء، أولى زياراته الرسمية إلى دمشق، منذ توليه منصبه. فبعد قُرابة أربع سنوات لم يستطع خلفه ستافان دي ميستورا تحقيق إنجازًا في الملف السوري، يأمل السوريون – النظام والمعارضة- أن يُحقق بيدرسون تقدمًا في الأزمة التي باتت أكثر تعقيدًا في المنطقة. ولم تعلن الأممالمتحدة عن جدول أعمال الزيارة، أو المواضيع المطروحة للنقاش بين المبعوث الأممي والنظام السوري، كما لم تحدد الشخصيات السورية التي سيلتقيها بيدرسون. وبدأ الدبلوماسي النرويجي بيدرسون مهامه رسميًا كمبعوث أممي إلى سوريا، في السابع من يناير الجاري، بتعيين من الأممالمتحدة، وذلك في أعقاب استقالة ستيفان دي ميستورا، الذي أعلن منتصف ديسمبر الماضي تنحيه عن منصبه "لأسباب شخصية"، على حد قوله. وكانت آخر كلمة لدي ميستورا، قدمها الشهر الماضي أمام مجلس الأمن بعد استقالته، قال فيها إن الأممالمتحدة لن تخذل الشعب السوري. وعقب توليّه المنصب الجديد؛ وجّه المبعوث الأممي رسالته الأولى بشأن مهمته، والتي نشرتها البعثة الأممية الخاصة إلى سوريا على حسابها الرسمي عبر "تويتر" باللغتين، الإنجليزية والعربية. وقال فيها: "يشرّفني أن أستهل مهمّتي من أجل خدمة الشعب السوري وتطلعاته من أجل السلام". وتعهّد بيدرسن بالقيام ب"مساع حميدة"، والعمل من أجل تحقيق الحل السلمي وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم "2254"، مؤكدًا تطلعه إلى "التشاور على نطاق واسع مع كل الأطراف المعنية داخل وخارج سوريا". نبذة عن جير بيدرسون المبعوث الجديد إلى سوريا، هو دبلوماسي نرويجي له خبرة في شؤون الشرق الأوسط؛ واكتسب لقب الدبلوماسي المحنك والمخضرم، استنادًا إلى دوره الهام في ترتيب المفاوضات السرية بين الفلسطينيين وإسرائيل، مطلع تسعينيات القرن الماضي، التي مهدت لإبرام اتفاقية "أوسلو"، التي اعتُبرت أول اتفاقية رسمية مباشرة بين الطرفين أسست للاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل. ولد جير بيدرسون في أوسلو عام 1955، وهو متزوج ولديه خمسة أطفال. ثم عُين سفيرًا للنرويج لدى الصين في التاسع من يونيو عام 2017، ووصل بيدروسون إلى هذا الموقع بعد مسيرة دبلوماسية حافلة، تقلد خلالها مناصب مختلفة في وزارة الشؤون الخارجية النرويجية في أوسلو، وخارجها. فعمل بصفة ممثل دائم لبلاده لدى الأممالمتحدة بين عامي 2012 و2017، وشغل قبل ذلك منصب المدير العام لإدارة الأممالمتحدة والسلام والشؤون الإنسانية، في وزارة الخارجية النرويجية. وخدم بيدرسون منسقًا خاصًا للبنان على مستوى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة بين 2005 و2008، وبين 1998 و2003 شغل منصب ممثل النرويج لدى السلطة الوطنية الفلسطينية. وتصدر اسم بيدرسون قائمة مختصرة من ثلاثة مرشحين آخرين ضمت نيكولاي ملادينوف مبعوث السلام بالشرق الأوسط في الأممالمتحدة، ويان كوبيش مسؤول الأممالمتحدة الأعلى في العراق، ورمطان لعمامرة وزير خارجية الجزائر السابق. سيواجه الدبلوماسي النرويجي عقبات في التفاوض على اتفاق سياسي بالملف السوري المُعقّد، يقول الغرب إنه ضروري من أجل تدشين دعمه لإعادة الإعمار، ولتشجيع الجزء الأكبر من ملايين اللاجئين في أوروبا والشرق الأوسط على العودة، في حين ترى موسكو أن الاتفاق السياسي ليس شرطًا لعودة اللاجئين وإعادة الإعمار.