يواجه النرويجى جير بيدرسون، المبعوث الدولى الجديد لدى سوريا، تحديات جمة يأتى على رأسها صياغة الدستور السورى الجديد، حيث تسعى الأممالمتحدة لتشكيل لجنة لإعادة كتابة الدستور السورى، بينما ترفض دمشق لعب أى دور للأمم المتحدة فى صياغته، وذلك وفقا لما قاله أمام مجلس الأمن ستيفان دى ميستورا مبعوث الأممالمتحدة السابق لدى سوريا «أن وليد المعلم، وزير الخارجية السورى أبلغه رفض دمشق أى دور للأمم المتحدة فى اختيار اللجنة الخاصة بوضع الدستور الجديد للبلاد.». ومن التحديات التى تواجه جير بيدرسون فى مهمته مواصلة التفاوض للتوصل إلى اتفاق سياسى ينهى الأزمة السورية، كذلك تحديات إعادة الأعمار، وعودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم . يتمتع بيدرسون بسجل حافل من الخبرة الدبلوماسية فى شئون الشرق الأوسط والعمل الدولى واكتسب بيدرسون لقب الدبلوماسى المحنك والمخضرم،بعد الدور الذى لعبه قبل 25 عاما، وبالتحديد عام 1993عندما كان عضوا فى فريق المفاوضات السرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تلك المفاوضات التى مهدت لإبرام اتفاقية أوسلو للسلام بين الطرفين. كما تقلد بيدرسون منصب ممثل النرويج لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، فى الفترة بين عامى 1998 و2003، أما فى الفترة بين عامى 2005 و2008 فقد عمل بيدرسون مبعوثا خاصا للأمم المتحدة إلى لبنان على مستوى منسق وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، وعمل ممثلا دائما لبلاده النرويج لدى الأممالمتحدة بين عامى 2012 و2017.. وتقلد بيدرسون قبل ذلك منصب المدير العام لإدارة الأممالمتحدة والسلام والشئون الإنسانية فى وزارة الخارجية النرويجية، ويتولى بيدرسون حاليا منصب سفير النرويج لدى الصين منذ يونيو من العام الماضى، وقد ولد جير بيدرسون فى العاصمة النرويجيةأوسلو عام 1955 ،وهو متزوج ولديه خمسة أطفال. كان أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، قد أبلغ مجلس الأمن الدولى، أنه يرغب فى تعيين الدبلوماسى النرويجى جير بيدرسون مبعوثاً خاصا جديدا إلى سوريا، مشيرا إلى أنه اتخذ هذا القرار بعد استشارات واسعة مع الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن، وكذلك مع دمشق، التى أبدت اعتراضا فى الماضى على عدة أسماء رشحت للمنصب، وكشفت مصادر دبلوماسية مطلعة أن بيدرسون حصل على موافقة غير رسمية من روسياوالصين وأمريكا وفرنسا وبريطانيا (الأعضاء الخمسة الدائمين فى مجلس الأمن) ليصبح رابع مبعوث دولى للأمم المتحدة إلى سوريا بعد ستيفان دى مستورا، والأخضر الإبراهيمي، والراحل كوفى أنان. وعلى الرغم من أن المبعوث الدولى سيلعب دورا محدودا فى الأزمة السورية المعقدة، الخاضعة لحسابات إقليمية ودولية متشابكة مستمرة منذ نحو 8 سنوات، فإن له ثقلا سياسيا رمزيا، وخلال السنوات الأربع المقبلةً سيتردد على آذان السوريين كثيرا اسم جير بيدرسون، المبعوث الدولى الجديد إلى بلادهم, الذى يأتى تعيينه فى الوقت الذى تسيطر فيه الحكومة السورية على أغلب مناطق البلاد، باستثناء مناطق محدودة فى الشمال، حيث أكدت قمة عقدت أخيرا فى اسطنبول بين روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا أهمية الإبقاء على إيقاف إطلاق النار فى إدلب، والتوصل إلى حل سياسى شامل ودائم. وتشير الصحف الأوروبية إلى أن تسليم الملف السورى إلى بيدرسون ربما قد يعيد التوازنات مجددا الى دور الوسيط الدولى لتسوية الأزمة السورية، لاسيما بعد أن أصبح التفاوض على هذا الملف يتم عبر قنوات روسيا وإيران، الأمر الذى تسبب فى تهميش الدور الدبلوماسى للأمم المتحدة والولايات المتحدة، وأوروبا. كما أن اختيار بيدرسون لهذا المنصب يأتى أيضا مع إعلان الدبلوماسى النرويجى جان إيجلاند, الذى يرأس الجهود الإنسانية فى سوريا تقدمه بالاستقالة من منصبه فى نهاية نوفمبر بعد 3 أعوام فى هذا المنصب، مؤكدا أن معدلات الفشل كانت أكبر من معدلات النجاح خلال مهمته.