حذر الدكتور الدكتور سميح مصطفى، رئيس اتحاد منتجي ومصدري الحاصلات البستانية، من ارتفاع أسعار تقاوي البطاطس لأكثر من 3 أضعاف، لافتًا إلى أنها تنبئ بكارثة كبيرة على المزارعين والمستهلكين بعدما تضاعفت الأسعار بفارق يتجاوز 20 ألف جنيه في الطن الواحد. وقال سميح، لمصراوي، إن محصول البطاطس هذا العام تعرض للعديد من المشكلات المناخية بالدول الأوروبية وانخفص من 40% إلى 50%، موضحًا أن بعد الانخفاض ارتفع السعر قليلا حتى أن بعض الشركات الأجنبية لم تورد كل الكميات المطلوبة. وأوضح، أن الحلقات الوسيطة بين المستورد الرئيسي والفلاح تسببت في ارتفاع الأسعار إلى 3 مرات ونصف، مضيفا: أن اتحاد منتجي ومصدر الحاصلات البستانية حدد أسعار التقاوي ولكن تجار التجزئة خالفوا تسعيرة الاتحاد. وأضاف سميح، أن مصر استقبلت حتى الآن 77 ألف طن تقاوي، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي التي استقبلت فيها مصر 105 آلاف طن. وبحسب آخر تقرير لوزارة الزراعة، إن إجمالي الطلبات المقدمة لاستيراد تقاوي البطاطس، التي تزرع الموسم الجديد والمقدمة للجنة التقاوي بلغت 157 ألف طن، حيث تزرع 3 عروات متلاحقة للمحصول وهي العروة النيلية التي تزرع في أواخر أغسطس وسبتمبر ويليها العروة الشتوية (الأساسية) والتي تزرع في أكتوبر ونوفمبر، وهما يزرعان بتقاوي كسر محلي ثم العروة الصيفية وتزرع في ديسمبر وحتى أواخر فبراير وتزرع بتقاوي مستوردة من الاتحاد الأوربي. وقال محمد فرج، عضو جمعية منتجى البطاطس، إن أسعار تقاوي البطاطس هذا العام ارتفعت 20 ألف جنيه، عن العام الماضي، لافتا إلى أن المزارعين وقعوا ضحية للوكلاء. وأضاف فرج، لمصراوي، أن أنواع البطاطس في العالم يبلغ 181 نوعًا، مصر تستورد منها 50 نوعا فقط، بحسب قرار وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، موضحا أن الوكلاء نجحوا في طمس دور الجمعية التي كانت تستورد وتبيع للمزارعين بأسعار مناسبة. وأكد أن أسعار نوع "اسبونتا هتما" ارتفع سعرها إلى 47 ألف جنيه بعدما كانت ب22 ألفًا، العام الماضي، ونوع "مونديا" وصل ل32 ألفًا، بعدما كانت 17 ألفًا، العام الماضي، مضيفا أن المزارعين عزفوا عن زراعتها، لافتا إلى أن المزارعين قراروا تأجيل الشراء أملا في تخفيض السعر مع اقتراب موسم الزراعة من الانتهاء والذي يعطي مؤشرًا خطيرا على المساحات المنزرعة التي قد تكون منخفضة مقارنة بالعام الماضي. وتابع: "مجلس إدارة الجمعية أبلغ الجهات الرسمية ووزارة الزراعة بالوضع القائم وقرار استيراد 5 أصناف بداية من العام المقبل لمحاربة الوكلاء المسيطرين على قوت الفلاحين". وتخطى طن تقاوي البطاطس من صنف "كارا فرنساوي" ال 24 ألف جنيه للطن، بينما بلغ صنف كارا فرنساوي استيراد شركات ب 21 ألفًا. وعلى الجانب الآخر، أكد المهندس جمال العزب، رئيس الإدارة المركزية لفحص واعتماد التقاوي بوزارة الزراعة، عدم وجود قانون يجبر المستوردين بتحديد السعر، لافتا إلى الأمر عرض وطلب، موضحا أنه لا توجد تسعيرة محددة من قبل وزارة التموين، ولا يوجد قانون يجبر الفلاح بزراعة البطاطس. وأضاف عزب، لمصراوي، أن وزارة الزراعة تسعى لتطبيق الزراعة التعاقدية لكي تكون بديلة للدورة الزراعية التي اختفت في السنوات الماضية والتي يدفع ثمنها الآن كل من يعمل في القطاع الزراعي بداية من المزارع وحتى الوزارة. وكان الدكتور عزالدين أبوستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أعلن خلال لقائه بأعضاء البرلمان أن إنتاج مصر من تقاوي الخضر لا يزيد عن 2% والباقي يجرى استيراده من الخارج، ما يؤكد أنه السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار البطاطس وغيرها.
