كثيراً ما خسر عدد كبير من الأشخاص سباقهم مع الزمن في انتظار سماع مكالمة من مستشفى، تُخبرهم بالعثور على قلب متبرع يُمكن أن يكون بديلاً لقلبهم المريض، ويمنحهم فرصة مواصلة الحياة بشكل طبيعي. وقرعت عدة مؤسسات، تهتم بالشأن الطبي، جرس الإنذار في أكثر من مرة، لأن "ثقافة" التبرع بالأعضاء غير منتشرة بالشكل الكافي في عدة بلدان حول العالم. وهو ما دفع العلماء إلى تكثيف جهودهم للتوصل إلى حلول بديلة. واليوم اكتشف باحثون في مجال الطب طريقة قد تساعد مستقبلا على إنقاذ أرواح الكثير من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب. ونقل موقع دويتشه فيله الألماني عن موقع "هانوفر ألجيماينه"، أن فريق بحث ألماني نجح في زرع قلوب خنازير معدلة وراثياً في أجساد قردة البابون باستخدام تقنية مُتطورة للغاية، وأضاف الموقع الألماني أن هذه الخطوة الجديدة يمكن أن تفتح الباب مستقبلا أمام زرع قلوب الخنازير في أجساد البشر بسبب نقص عمليات التبرع بالأعضاء. وأوضح أن فريق البحث قاده جراح زراعة القلب برونو ريشارت والطبيب البيطري إيكهارد وولف، مشيرا إلى أن 4 من أصل 5 قردة، أجريت لها عملية الزرع، تمكنت من العيش مدة تتراوح بين 3 و 6 أشهر. وتابع أن بعضاً من هذه القردة تمتع بصحة جيدة، فقد أدت أعضاء مثل القلب والكبد وظيفتها بشكل طبيعي، فيما توفي قرد واحد من البابون بعد 51 يوماً من عملية الزرع. وأبدى جراح زراعة القلب برونو ريشارت اقتناعه التام بأنه يمكن خلال السنوات القليلة القادمة زرع قلوب الخنازير في أجساد البشر. وقال "علينا فقط أن نقوم بذلك من أجل إثبات أن تقنياتنا تعمل". وأفاد موقع " srf" أن قلوب الخنازير تم تعديلها وراثياً، حتى لا يتعرض الجهاز المناعي لقردة البابون لرد فعل قوي، إضافة إلى تحسين الدورة الدموية للقلب قبل تنفيذ عملية الزرع، فضلاً عن تخفيض ضغط دم البابون. في المقابل، قالت المتحدثة باسم جمعية "أطباء ضد التجارب على الحيوان" سيلكه شتر يتماتر، إن مزاعم الخبراء بأن عمليات الزرع، ستمهد الطريق مستقبلاً لتطبيقها على البشر هي مجرد "وعود كاذبة"، وتابعت، وفق ما أشار إليه موقع هيئة الإذاعة والتلفزيون في ولاية بافاريا الألمانية، أن زرع الأعضاء بين الكائنات الحية "من أسوأ أنواع الأبحاث التجريبية على الحيوان". وأضافت أن ما يعتبره الأطباء "خرقاً" في المجال الطبي لا يتوافق مع الحقيقة، مشددة على أن زرع قلوب الخنازير في أجساد البشر قد يؤدي إلى عواقب لا يمكن التنبؤ بها.
