قال الدكتور محمد معيط، وزير المالية، إن أهم ما يجب التركيز عليه عند تدشين نظام التأمين الصحي الجديد، ضمان الاستدامة المالية للنظام، حتى لا تعد الحكومة المواطنين بقصة نجاح، وبعد سنوات لا تتمكن من الوفاء بالجانب المالي. وأضاف معيط، خلال كلمته بجلسة "تطوير منظومة التأمين الصحي"، ضمن فعاليات المؤتمر السادس للشباب، المنعقد بجامعة القاهرة، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن تطبيق النظام الجديد للتأمين الصحي ليس مستحيلًا، ولكننا نحتاج لوقت وبنية وموارد بشرية مؤهلة، ونظام معلومات قوي، ورغم الجهد الذي يحتاجه تديشن النظام إلا أنه يستحق. وأكد معيط، أن الرعاية الصحية الجيدة تساعد على تقليل معدلات الفقر في أي مجتمع، ففي مقابل تكلفتها المالية المرتفعة، إلا أنها تحد من الفقر. ولفت وزير المالية إلى أن النظام الجديد سيبدأ تدشينه بمحافظة بورسعيد، ويتدرج وصولًا إلى جميع محافظات الجمهورية خلال 15 عامًا، موضحًا أن جميع المستشفيات سواء خاصة أو حكومية أو تابعة للقوات المسلحة، ستدخل في نظام التأمين الصحي، ويستطيع المواطن الحصول على الخدمة بغض النظر عن مقدمها. وتابع أن نظام التأمين الصحي يرتبط بنظام إصلاح صحي، وسيجري إنشاء هيئة عامة واحدة لها نظام واحد، ومركز رئيسي وفروع، تطبق نظام التأمين الصحي على مستوى الجمهورية بمستويات خدمة محددة وهيئة رقابية. وأكد معيط أن 15 عامًا للانتهاء من تطبيق نظام التأمين الصحي الجديد، ليس وقتًا طويلًا، فلا يوجد دولة في العالم استغرقت أقل من 10 سنوات لوضع نظام تأمين صحيح بشكل صحيح، وأقصى مدة كانت 20 عامًا، لافتًا إلى وجود 3 هيئات تتولى تطبيق النظام: هيئة تمويل مسؤولة عن تمويل النظام ووضع تسعير عادل، والهيئة العامة للرعاية الصحية تحقق المعايير وتقدم الخدمة، والهيئة الرقابية وتتمثل في وزارة مسؤولة عن سياسات الصحة العامة والصحة الوقائية. وقال وزير المالية، إن لدينا 450 مستشفى تابع لوزارة الصحة، و110 مستشفى تابع للجامعات، موضحًا أنه سيجري تدشين 8 مبادرات، هذا العام بتكلفة 18 مليار جنيه، لبدء تدشين نظام التأمين الصحي الجديد. ونوه إلى أن فلسفة النظام الجديد قائمة على الاختيار، والنظام إجباري على الجميع كل على قدر دخله، مع تحمل الدولة تكلفة التأمين الصحي لغير القادرين، تحقيقًا للسلام الاجتماعي: "الدولة هتتكفل بحوالي 30% من المواطنين المصريين غير القادرين، والباقي يدفع إشتراك حسب دخله، وله الحق في اختيار محل الحصول على الخدمة لأن المستشفيات الحكومية والخاصة والتابعة للجيش والشرطة ستتنافس في خدمة المواطن، مع العلم إن المواطن وأسرته كاملة سيدخلون في المنظومة". وأضاف معيط، إن الإنفاق على الصحة والتعليم هو اأاولى: "بدل ما كنا بنوجه الدعم للصحة والتعليم والسكن الاجتماعي كنا بندعم منتجات البترول، وده كان غلط، احنا دلوقتي بنحط النظام الاقتصادي على الطريق الصحيح، ونوجه الفائض للمجالات ذات الأولوية". وتشهد فعاليات اليوم الثاني، جلسة "تطوير منظومة التأمين الصحي"، كما يتضمن جلسة بعنوان "المشروع القومي للبنية المعلوماتية للدولة المصرية"، ثم جلسة "اسأل الرئيس.. الرئيس وشباب الجامعات" ويختتم المؤتمر بالجلسة الختامية في الرابعة مساء. وانطلقت فعاليات اليوم الأول من المؤتمر، أمس السبت، ب3 جلسات، بدأت الجلسة الافتتاحية في ال11 صباحا، ثم جلسة "استراتيجية بناء الشباب المصري"، والجلسة الثالثة بعنوان "استراتيجية تطوير التعليم".
