قَبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني استقالة رئيس الحكومة هاني الملقى على خلفية الاحتجاجات الشعبية ضد مشروع قانون ضريبة الدخل، ووافق على تعيين عمر الرزاز خلفًا له. وبدأ الأردنيون احتجاجاتهم منذ الأربعاء الماضي، اعتراضًا على مشروع قانون ضريبة الدخل وسياسة رفع الأسعار، وهي الاحتجاجات الأكبر منذ نهاية 2011، والتي خرج فيها المواطنون بعد رفع الحكومة الدعم عن المشتقات النفطية. وتجمع حوالي خمسة آلاف شخص قرب مبنى رئاسة الوزراء الأردنية في عمان وسط إجراءات أمنية مشددة هاتفين "يا ملقي اسمع اسمع، شعب الأردن ما راح يركع" و"الشعب يريد إسقاط الحكومة"، كما حمل البعض المحتجين لافتات كُتب على بعضها "مستمرون حتى رحيل الحكومة" و"لن نركع" و"أنا مواطن ولست جهاز صراف آلي". وأوضح مصدر حكومي أن الملقى قدم استقالته خلال استقبال الملك عبدالله له في قصر الحسينية في عمان، بعد أن استُدعي إلى القصر للتحقيق معه. وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، لوكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) إن الملك عبدالله كلف الرزاز، والذي كان يشغل منصب وزير التربية بتشكيل حكومة جديدة. وقالت حملة "معناش"، إحدى الحملات الداعية إلى الاحتجاجات، على صفحتها على فيسبوك، إن "إسقاط الملقي أسعدنا نحن الاردنيين لما عانينا اثناء فترة توليه المنصب، ومع تولي رئيس جديد للحكومة نقول اهلا وسهلا بك يا عمر الرزاز ونتمنى ان يكون درس الملقي عالقاً في ذهنك حتى انتهاء تكليفك السامي". وتابعت إنها "لم ولن نتراجع عن اسقاط قانون الضريبة وصياغة قانون توافقي لا يدخل شرائح جديدة من الموظفين فيه". من هو الرزاز؟ ينحدر الرزاز من عائلة أردنية كان لها دور كبير في البلاد، فوالده منيف الرزاز أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي، وشقيقه مؤنس الرزاز الروائي الأردني الشهير. وتلقى السياسي والاقتصادي الأردني تعليمه الجامعي في جامعة هارفارد، حيث حصل على شهادة الدكتوراه في التخطيط الحضري، وكذلك حصل على شهادة الدكتوراه في القانون من نفس الجامعة. وعمل أستاذا مُساعدا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في برنامج تنمية الدولية وبرنامج التخطيط الإقليمي. شغل الرزاز عدة مناصب مرموقة، فتولى حقيبة التربية والتعليم منذ يناير 2017، وحتى كُلف برئاسة الحكومة. وقبل توليه رئاسة الحكومة، شغل الرزاز عدة مناصب اقتصادية، منها رئاسة مجلس إدارة البنك الأهلي الأردني، وكان رئيس الفريق الفني الأردني لإعداد الاستراتيجية الوطنية للتشغيل، وعمل مديرا عاما للضمان الاجتماعي. وخلال عمله في البنك الدولي، عمل الرزاز مع العديد من الدول مثل روسيا وأوزبكستان وتركمانستان وأستونيا وروسيا البيضاء ومقدونيا وجنوب أفريقيا وكوت ديفوار وإفريقيا الوسطى والسعودية واليمن وإيران ولبنان. كما عمل الرزاز عن قرب مع الملك عبدالله، إذ تولى رئاسة مجلس أمناء صندوق الملك عبدالله للتميز، ورئاسة مجلس أمناء منتدى الاستراتيجيات الأردني، ورئاسة لجنة تقييم التخاصية في الأردن، وكان عضوًا في مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان.
