صباح يوم الثلاثاء أول أمس، كانت حالة الجو مستقرة بعض الشئ، وسط توقع بسقط أمطار على بعض المناطق، مدينة القاهرة الجديدة كانت تسي بها الحياه بشكل طبيعي، لم يتخيل أحد أن شوارع المياه ستغرق بالكامل في مياه الأمطار. حتى ذلك الوقت كان سكان القاهرة الجديدة يتفاخرون بطرق المدينة وتصميمها وما فيها من خدمات تجارية وترفيهية، فهي المدينة الأغلى في أسعار الأراضي، ومع نهاية يوم الثلاثاء بدأت أمطار جزيرة على المدينة استمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس الأربعاء، سرعان ما انتشرت على السوشيال ميديا صور لغرق الميدنة في ساعات قليلة. سكان المدينة بالكامل حاولو ان يتواصلو مع أي مسؤول لإنقاظهم من الغرق داخل منازلهم حيث وصل معدل ارتفاع المياه إلى ما يقرب من متر، لكن جهاز المدينة لم يكن مستعد لمواجهة مثل هذه الأزمات، فمع تاقط الامطار بكثرة انقطعت الكهرباء عن بعض المناطق، مما أدى لتقف روافع المياه في محطات الصرف، الأمر الذي انعكس على النراكم المياه في الشوارع. جهاز المدينة لا يملك الامكانيات المتاحة لمواجهة هذه الأزمة، حيث بدأت بضخ 3 عرابات لشفت المياه، ظلو طوال الليل حتى وصلت الامدادات من المدن المجاورة ووصل عدد السيارات صباح يوم الأربها ألى أكثر من 14 سيارة وفقا لتصريحات المهندس مصطفى فهمي رئيس جهاز القاهرة الجديدة. في صباح أمس الأربعاء، انتشرت الصور والفديوهات لغرق المدينة على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي، مما استدعى انتباه كافة المسؤلين في الدولة، فالمواطنين وجهوا انتقادات كبيرة لرئيس الجهاز والمسؤلين عن كل شئ في المدينة. لكن هاني يونس المتحدث الرسمي لوزارة الإسكان رد على الانتقادات الموجه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً إن أوروبا بها أمطار يومية لذلك تحتوي شبكة تصريف أمطار مستقلة، على عكس الوضع في مصر التي تصرّف مياه الأمطار في شبكة الصرف الصحي. وأشار المتحدث باسم وزارة الإسكان إلى أن مصر لا تحتاج نظرًا لطبيعة الأمطار الموسمية التي تهطل على أرضها لإنشاء شبكة أمطار مُنفصلة؛ لأنها ستكلف مليارات. وحول المسئول عن شفط المياه من الشوارع، أكد يونس صدور قرار جمهوري بتولي أجهزة المدن الجديدة لهذه المهمة لكبر مواردها المالية مقارنة بشركات مياه الشرب التي تعاني ضغوطًا مادية بسبب ارتفاع تكلفة المياه. بينما كانت تعمل عربات شفت المياه في شوارع المدينة، حاول المسؤلين في وزارة الاسكان تهدئة المواطنين، فيقول للمهندس عبدالمطلب ممدوح، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لتنمية وتطوير المدن، بأنه منذ اللحظات الأولى لهطول الأمطار تواجد رئيس جهاز المدينة، ومسئولو المرافق، بالمعدات، لمتابعة شقط المياه من الشوارع، لم يترك هؤلاء المسئولون مواقع العمل وأضاف ممدوح، أنه تمت الاستعانة بشفاطات من شركات مياه الشرب والصرف الصحي من المحافظات القريبة، حيث يعمل حاليا 10 شفاطات، بخلاف 10 شفاطات أخرى فى الطريق، والموقف الحالي هو رفع المياه من معظم المناطق المتجمعة بها، وجار استكمال العمل بباقى المناطق. وتابع: هناك غرفة عمليات على أعلى مستوى، من مسئولي الرقابة الإدارية، وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وجهاز المدينة، تتابع أولا بأول جهود مواجهة هذه الظاهرة الجوية، وتقوم بالتنسيقات اللازمة. ومع نهاية أمس الأربعاء، زار الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، عددا من المواقع بمدينة القاهرة الجديدة، لمتابعة جهود شفط المياه من الشوارع، والمناطق المنخفضة، والتأكد من أن المدينة عادت إلى طبيعتها مرة أخرى. كما تفقد اللواء محمد عرفان جمال الدين، رئيس هيئة الرقابة الإدارية، مساء الأربعاء، منطقة التجمع الخامس، لتقى خلال جولته التفقدية، عدد من المواطنين واستمع إلى شكاواهم. وقام عرفان بمفاجأة العاملين بمحطات الكهرباء والمياه بالمنطقة لتفقد كفاءة تشغيلها، والتأكد من عدم وجود تقصير في عمليات سحب وشفط المياه، قائلا: لأحد العاملين بإحدى محطات الكهرباء في المواقع المتضررة: "دي معمولة على مساحة قد إيه (المحطة)، وانت شايف المنظر عامل إزاي، وانت بتقول انك لسه بتستلم دلوقتي" ليرد عليه الموظف بأن هناك خطة شاملة لتطوير المحطات كلها، لأنه لم يحدث لها تطوير منذ 10 سنوات" لكن رئيس الجهاز أرجع غرق الشوارع بمياه الامطار إلى أن في اللحظات الأولى لسقوط الأمطار على المدينة، مساء أول من أمس الثلاثاء، انقطع التيار الكهربائي عن بعض المناطق في المدينة، ما أدى إلى تعطل شبه كامل في الروافع داخل محطات الصرف الأمر الذي نتج عنه تراكم المياه في الشوارع بهذا الشكل. وأضاف فهمي، إلى أن مياه الامطا تفوق قدرة محطات الصرف بشكل كبير جدا، لكن مع مرور الوقت استطعنا أن ننتهي من رفع كافة المياه المتراكمة في الشوارع، لافتُا إلى انه لا يوجد محطات مخصصة لصرف الامطار فقط، موضحًا ان محطات الصرف في المدينة تسير بشكل جيد ولا يوجد بها أي مشاكل.