دحضت عودة قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ، ونقل مراسم استقباله رسميا وشعبيا على الهواء مباشرة عبر القنوات الفضائية ، شائعات تدهور صحته التي بثتها قنوات مغرضة ومأجورة تهدف إلى زعزعة الاستقرار وبث الفرقة بين طوائف الشعب الليبي. تم استقبال حفتر استقبالا حافلا من القيادات السياسية والعسكرية والشعبية لدى عودته إلى بنغازي ، وبدى المشير في أتم صحة ، وألقى كلمة الى الشعب الليبي تعهد خلالها بمواصلة تحمل مسئولية تحقيق آمال الشعب الليبي ، مشيرا إلى أن الدوائر العالمية صنفت الجيش الليبي تحت رقم 9 في أفريقيا بفضل الكفاح والقتال والتدريب والبعثات ، وأن هذا الجيش سيقود الشعب الليبي إلى ما يصبو اليه من حياة كريمة ومتقدمة ، وأنه حريص على أن يبلغ الشعب الليبي ما يتمناه في فترة وجيزة ويعيش الحياة العصرية ، مطالبا جموع الليبيين بالثقة في هذا الجيش الذي لن يخترق ، وهو ثابت ثبات الجبل الأخضر في ليبيا. ورحب حفتر بالحضور وبمستقبليه من الرسميين والشعبيين والعسكريين ، معربا عن سعادته بعودته إلى ليبيا في هذه الفترة العصيبة ، مؤكدا أن لديه ثقة كبيرة في الشعب الليبي ، وقال " نحن نثق في شعبنا وقواتنا المسلحة ، وإن شهداءنا فوق رؤوسنا ، وننحني لمن استشهدوا في ميدان القتال". وأشار إلى أن المستقبل يحتاج الى تضحيات ، ولا بد أن تكون ليبيا خالية من كل تلك المجموعات التي تعكر صفوها ، وطمأن الشعب الليبي بأنه بصحة جيدة ، وأنه ليس مسئولا عن الرد على الشائعات التي لاحقته ، معربا عن سعادته البالغة بهذا الإستقبال ، وأنه يشعر بثبات حقيقي ودائم. وكانت دوائر التساؤلات قد إتسعت على مدى ما يقرب من أسبوعين حول اختفاء قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ، بعد أن انقطعت أخباره من الساحة بشكل مفاجئ وتوقفت تحركاته المعتادة داخل وخارج ليبيا ، قبل أن يتبين لاحقا تواجده للعلاج في إحدى مستشفيات فرنسا. وأدى عدم الكشف عن الحالة الصحية لحفتر خلال الفترة الماضية ، إلى نشر شائعات بشأن تدهور حالته الصحية ، فيما نقلت بعض المواقع الإخبارية عن أطباء يتولون علاجه بأنه يعاني من تلف في الدماغ لا يمكن إصلاحه أو علاجه. ولطالما نفى المتحدث باسم الجيش الليبي العميد أحمد المسماري هذه الأنباء ، قائلا "إن حفتر بصحة جيدة" ، وأن تلك الأنباء مجرد شائعات تهدف إلى إحداث فوضى في البلاد ، وأنه من المنتظر عودته إلى أرض الوطن. ولد خليفة بلقاسم حفتر في عام 1943 في إجدابيا حيث نشأ ودرس في المرحلتين الابتدائية والإعدادية وحفظ القرآن الكريم ، ودرس الثانوية في مدرسة درنة الثانوية بين 1961-1964 ، والتحق بالكلية العسكرية الملكية في بنغازي بتاريخ 16 سبتمبر 1964 ، وتخرج فيها عام 1966 وعين بسلاح المدفعية بالمرج. وحصل على العديد من الدورات العسكرية منها (قيادة الفرق) في روسيا بامتياز ، وقاد حرب تشاد وحقق بعض الانتصارات حتى تدخل فرنسا فيها ، وبعد انتصاره طلب الدعم لجيشه إلا أن معمر القذافي لم يدعمه فأسر في وادي الدوم ، وحاز عدة أوسمة حربية عبر تاريخه العسكري ، وكان قائد القوات الليبية في الميدان أثناء عبور قناة السويس (حرب أكتوبر 1973) ، وحاز نوط نجمة العبور المصرية. وفى عام 2015 ، عينه مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق قائدا للجيش الوطني الليبي ، ووافق على ترقيته إلى رتبة فريق ، ثم أصدر قرارا بترقيته إلى رتبة مشير في 14 سبتمبر 2016.
