قال الدكتور يسري جعفر، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن المجلس الأعلى للأزهر وافق على إنشاء مركز الفكر الأشعري. وأضاف جعفر في بيان اليوم الثلاثاء، أن الإمام الأكبر كلفه برئاسة المركز والعمل على إعداد تصور مبدأي لمسيرة العمل خلال الفترة المقبلة، وأن طرح التصور من أجل تفعيل قرار المجلس الأعلى للأزهر لتفعيل ودعم الفكري الأشعري، مشيرا إلى أن المركز أربعة أقسام علمية: البحث العلمي الدعم الفني، الثقافة والتواصل المجتمعي، الدعوة والإرشاد، ومتابعة المناهج الأزهرية. وأوضح جعفر، أن المركز يستهدف نشر الفكر الأشعري المعبر عن وسطية الإسلام واعتداله وسماحته، وتلقى به محاضرات للوعاظ والأئمة الوافدين من الخارج والطلاب وطالبات المدن الجامعية ومدينة البعوث الإسلامية. وتابع: "يخاطب المركز خريجي الأزهر والطبقات المثقفة في المجتمع، ويدعم قضية تجديد الفكر والمحافظة على الأصالة، بطريقة منهجية علمية حتى لا يدعي أحدٌ أن الأزهر لم يؤدِ دورًا في تجديد الفكر ولا في المحافظة على الوسطية الإسلامية، ونحرص دائمًا على تجديد الفكر وليس الدين لأن البعض يدعى من قضية التجديد وإن كنت لا أرى مشكلة في قضية تجديد الخطاب الديني لأن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها. ولفت إلى أن المركز يضم نخبة من علماء الأزهر من أنصار الماتريدية والفكر الأشعري وعلماء الحديث، حتى يكون جامعًا لكل أهل السنة والجماعة ومعبرًا عنهم في شتى بقاع الأرض بقيادة الأزهر وحكمته وخبرته العلمية في الدراسات الإسلامية والعربية، وأن مقره بمركز مؤتمرات الأزهر في مدينة نصر. يذكر أن المنهج الأشعري، نسبةً للأشاعرة، وهم جماعة من أهل السنة، تعود نسبتهم إلى أبي الحسن الأشعري الذي ينتهي نسبه إلى الصحابي أبي موسى الأشعري، وهو المذهب الذي يدرس بالأزهر الشريف. والأشاعرة لا يخالفون إجماع الأئمة الأربعة (أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد) ولا يعارضون آية واحدة من القرآن ولا الحديث، وما ثبت عن الصحابة والعلماء الأعلام، ولا يكفرون أحدًا من أهل القبلة. ويعتبر المنهج الأشعري، وسطًا بين دعاة العقل المطلق وبين الجامدين عند حدود النص وظاهره، رغم أنهم قدموا النص على العقل، إلا أنهم جعلوا العقل مدخلاً في فهم النص، كما أشارت إليه آيات كثيرة حثت على التفكير والتدبر.
