انتهت محافظة الأقصر، من أعمال الممرات المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة بمتحف الأقصر، وجار العمل بمعابد الكرنك على أن يبدأ العمل بمعبد الأقصر لاحقا، وذلك ضمن مشروع "انطلق" لإتاحة المناطق الأثرية لذوي القدرات الخاصة في إطار إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي اعتبار 2018 عامًا لذوي الاحتياجات الخاصة. وتفقد الدكتور خالد العناني وزير الآثار، العمل بالمشروع في معبد الكرنك، أمس الإثنين، واطمأن من ممثلي المركز المصري الفرنسي على أنه لم يتم استبدال أية أحجار أثرية خلال أعمال الترميم، مشددا على أهمية الحفاظ على الأحجار الأثرية وعدم المساس بها خلال أعمال الترميم التي تجرى بممرات معابد الكرنك وطريق الكباش. تنفذ المشروع محافظة الأقصر بالتعاون مع وزارة الآثار ومؤسستي حلم وفودافون ويقضي بجعل مدينة الأقصر متاحة لذوي الاحتياجات الخاصة عبر تعديل بعض التصاميم الهندسية في الطرقات والشوارع الرئيسية والهامة والمناطق الاثرية والسياحية لتمكين ذوي الاعاقة من التحرك والمرور في مختلف المناطق دون إعاقة، وذلك في إطار الخطة الاستراتيجية لتطوير وتنمية الأقصر 2032 والتي تتضمن تحويل الأقصر إلى واحدة من المدن السياحية الداعمة لسياحة ذوي الاحتياجات الخاصة. المشروع الذي وقعت محافظة الأقصر البروتوكول الخاص به أغسطس الماضي دخل حيز التنفيذ، حيث وصفه محافظ الأقصر محمد بدر بالمشروع العظيم الذي سيرسخ مكانة الأقصر كمدينة عالمية متاحة لكل فئات المجتمع الذين لهم الحق في التمتع بالتجول داخل هذه المدينة التاريخية بسهولة ويسر قائلا: "بالفعل بدأنا أول الأعمال بشارع التليفزيون عبر إنشاء ممر يسهل عملية انتقال ذوي الاحتياجات من فئة فاقدي القدرة على الحركة إلى الشارع الموازي كتجربة مبدئية وسيتم تعميمها في مناطق أخرى من شوارع التليفزيون، وخالد بن الوليد بمدينة الأقصر كمرحلة أولى، مضيفا أنه يجري بحث ودراسة تركيب بلاط من نوع خاص على الأرصفة يسهل حركة مرور المكفوفين ولأجل ذلك تم عقد دورة تدريبية بالأقصر لإعداد المهندسين لتدريبهم على طرق التصاميم الهندسية للشوارع. وأضاف بدر: "نسخر كافة الإمكانات المتاحة من أجل هذا المشروع كما سنقدم كافة أوجه الدعم في سبيل تنفيذه، للمساهمة في تسهيل حركة الوصول للمزارات الأثرية والسياحية بالمحافظة للمواطنين ذوي القدرات الخاصة، مشيدا بالمقترح وأهدافه الإنسانية، مؤكدا أن ذوي القدرات الخاصة جزء لا يتجزأ من المجتمع ولهم كافة الحقوق، ويجب علينا تقديم كافة الخدمات اللازمة التي تمكنهم من الاندماج في المجتمع، مشيرا إلى أن جعل مدينة الأقصر متاحة لذوي الاحتياجات الخاصة يأتي ضمن أهداف المخطط الاستراتيجي للأقصر. من جانبه قال الدكتور شريف عبدالمنعم المشرف على وحدة تطويرالمواقع الأثرية: "مشروع إتاحة المناطق الأثرية لذوي الاحتياجات في الأقصر يتضمن إنشاء ممرات ممهدة ومنحدرات للصعود والهبوط بما يسهل حركة الكراسي المتحركة لذوي الإعاقة الحركية، كما سيتم وضع لوحات إرشادية برمز الإعاقة في اتجاه الممرات المخصصة وترجمة المواد الفيلمية المعروضة بمركز الزوار بلغة الإشارة لذوي الإعاقة السمعية، وكذلك تطوير وتجهيز دورات المياه طبقا للمواصفات العالمية لتتناسب مع الزائرين من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما سيجري تأهيل العاملين بالمناطق الأثرية على كيفية التعامل معهم من خلال دورات تدريبية لمفتشي الآثار لمؤسسة "حلم". بينما قال اللواء حاتم زين العابدين سكرتير عام محافظة الاقصر، أن المشروع يهدف لجعل الأقصر مقصدًا سياحيًا أكثر استعدادًا لاستقبال وجذب السائحين من ذوى الإعاقة وكبار السن، وكذلك يسهل من حركة المواطنين من هذه الفئة، وذلك عبر تهيئة عدد من الشوارع والمزارات السياحية بالمحافظة لتكون مؤهلة لحركة ذوي الإعاقة، من خلال تصميمات هندسية للمداخل والمخارج في المزارات السياحية التي سيتم اختيارها، وكذلك الشوارع بحيث يتم تجهيزها بعمل حارات ومسارات مخصصة لحركة سير ذوي الإعاقة حتى يتمكنوا من السير في الشارع بكل سهولة وزيارة المقاصد السياحية بالمحافظة دون عوائق. وقالت آمنة الساعي رئيس مجلس إدارة مؤسسة "حلم" إن المشروع يهدف لجعل محافظة الأقصر أكثر إتاحة لاستقبال الأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى جعلها أكثر استعدادا لاستقبال وجذب السائحين من ذوي الإعاقة وكبار السن عبر استخدام التكنولوجيا الحديثة، وكذلك تطبيق للهواتف الذاكية وموقع إليكتروني يستهدف إدراج أكبر عدد ممكن من الأماكن لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقات المختلفة من تحديد مدى إتاحة المكان لاستقبالهم.
