بدأت محافظة الأقصر أولى خطواتها الفعلية لتنفيذ مشروع "انطلق"، وهو المشروع القومي الذي تنفذه المحافظة بالتعاون مع وزارة الآثار، ومؤسستي "حلم" و"فودافون"، ويقضي بجعل مدينة الأقصر متاحة لذوي الاحتياجات الخاصة. ويقضي المشروع بتعديل بعض التصاميم الهندسية في الطرقات والشوارع الرئيسية، والمهمة، والمناطق الأثرية والسياحية لتمكين ذوي الإعاقة من التحرّك والمرور في مختلف المناطق دون إعاقة. في إطار الخطة الاستراتيجية لتطوير وتنمية الأقصر 2032 والتي تتضمن تحويل الأقصر إلى واحدة من المدن السياحية الداعمة لسياحة ذوي الاحتياجات الخاصة. من جانبه قال الدكتور محمد بدر، محافظ الأقصر، إن المشروع الذي وقعت المحافظة البروتوكول الخاص به في أغسطس الماضي، دخل حيز التنفيذ، واصفًا إياه بالمشروع العظيم الذي سيرسخ مكانة الأقصر كمدينة عالمية متاحة لكل فئات المجتمع. وأضاف "بدر" "بدأنا بالفعل أولى الأعمال بشارع التليفزيون عبر إنشاء ممر يُسهّل عملية انتقال ذوي الاحتياجات من فئة فاقدي القدرة على الحركة إلى الشارع الموازي كتجربة مبدأية، وسيجري تعميمها في مناطق أخرى من شوارع التليفزيون، وخالد بن الوليد بمدينة الأقصر، كمرحلة أولى. وأوضح بحث ودراسة تركيب بلاط من نوع خاص على الأرصفة يُسهل حركة مرور المكفوفين، ولأجل ذلك جرى عقد دورة تدريبية بالأقصر، لإعداد المهندسين وتدريبهم على طرق التصاميم الهندسية للشوارع. وأضاف المحافظ "نُسخّر كافة الإمكانات المتاحة من أجل هذا المشروع، كما سنقدم كافة أوجه الدعم في سبيل تنفيذه، للمساهمة في تسهيل حركة الوصول للمزارات الأثرية والسياحية بالمحافظة للمواطنين ذوي القدرات الخاصة، مشيدًا بالمقترح وأهدافه الإنسانية، مؤكدًا أن ذوي القدرات الخاصة جزء لا يتجزأ من المجتمع ولهم كافة الحقوق، ويجب علينا تقديم كافة الخدمات اللازمة لهم التي تمكنهم من الاندماج في المجتمع، مشيرًا إلى أن جعل مدينة الأقصر متاحة لذوي الاحتياجات الخاصة يأتي ضمن أهداف المخطط الاستراتيجي لها. في سياق متصل استعدت وزارة الآثار، لتنفيذ المشروع عبر تأهيل المواقع والمتاحف الأثرية لتكون متاحة وصديقة للزائرين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وسيجري البدء بمعابد الأقصر، والكرنك ومتحف الأقصر. وقال الدكتور شريف عبد المنعم، المشرف على وحدة تطوير المواقع الأثرية، إن مشروع إتاحة المناطق الأثرية لذوي الاحتياجات في الأقصر يتضمن عمل ممرات ممهدة ومنحدرات للصعود والهبوط، بما يُسهّل حركة الكراسي المتحركة لذوي الإعاقة الحركية، كما سيجري وضع لوحات إرشادية برمز الإعاقة في اتجاه الممرات المخصصة، وترجمة المواد الفيلمية المعروضة بمركز الزوّار بلغة الإشارة لذوي الإعاقة السمعية، وتطوير وتجهيز دورات المياه طبقًا للمواصفات العالمية لتتناسب مع الزائرين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتأهيل العاملين بالمناطق الأثرية على كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة.
