شكّل امتدادًا لنجوم عشقناهم، لم يُكتب لهم البطولة المطلقة، فدائما ما يظهرون في دور السنيد، هم فاكهة الأعمال الفنية، ومن يمنحونها روح تحيلها من خيال لواقع، هو "بطاطا" محامي الغلابة، الذي مهما فعل به "حسن أرابيسك" يعود ليقف إلى جواره في مشاكله التي لا تنتهي في "أرابيسك"، "حجازي" المتسلق الذي يشعل قسوة قلب "حافظ" على أبناء شقيقه في "الشهد والدموع"، "بِسة" الآكل على كل الموائد يتلوّن بحسب ما تحتاج منه المرحلة في "ليالي الحلمية"، وبالطبع لا يمكن أن ننسى "خوليو" صديق "مرزوق" في "سلام يا صاحبي"، والمدرس "مرتضى البشري" الذي لا يشبع من أموال أهالي التلاميذ، فيعيش حياته في دوامة الدروس الخصوصية التي يتمنى ألا تنتهي في "أبو العلا البشري"، هو الكوميديان، طيب القلب، الفنان الراحل محمد متولي. ولد متولي في 11 مارس عام 1945 في شبين الكوم بمحافظة المنوفية، وانتقل إلى محافظة الإسكندرية، قبل أن يضع الرحال في القاهرة، ويدرس في المدرسة السعيدية، ويلتحق بكلية دار العلوم، تأثر بحب "لطفي وعبدالجواد" شقيقيه للفن، وحرصهما على مشاهدة المسرحيات بشكل دائم، "نشأت بشوف مسرحيات كوميدي وتراجيدي، وكنت أروح مع أخويا على العجلة لمشاهدة المسرحيات، وابقى سعيد إني رايح أتفرج على مسرح". علاقته كممارس للفن بدأت في المرحلة الإعدادية، فقدم عددًا من الاسكتشات، ضمن الفرقة المدرسية، وفي الثانوية العامة فاز ب3 ميداليات ذهبية، ومع التحاقه بكلية دار العلوم، شعر أن طريقه هو الفن، وفي العام الدراسي الثالث له بالكلية، قرر الالتحاق بمعهد التمثيل، ليستكمل دراسته في المجالين. بدايته في السينما كانت مع فيلم "خللي بالك من زوزو"، بطولة سعاد حسني وحسين فهمي، حيث قام بدور طالب وعضو في اتحاد الطلبة، يقف جانب زوزو، ويؤمن بحقها في استمرارها بالتعليم، بعيدًا عن مهنة والدتها "الراقصة". ومن أشهر أعماله التليفزيونية "ليالي الحلمية"، "أبو العلا البشري"، "زيزينيا"، "أهالينا"، "أرابيسك"، "المال والبنون"، "الشهد والدموع"، "النوه"، "ومازال النيل يجري"، "الراية البيضا"، "أنا وانت وبابا في المشمش"، "الصبر في الملاحات". ومن أعماله السينمائية "سلام يا صاحبي"، "سارق الفرح"، "إشارة مرور"، "ليلة ساخنة"، "نور ونار"، "الشرف"، و"مطب صناعي". وكان آخر ظهور له في مسلسل "سابع جار" الذي يُعرض حاليًا على شاشة CBC. محمد متولي رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 73 عامًا، في منزله بمنطقة الهرم، ومن المقرر تشييع جثمانه غدًا الأحد.
