مصعد متهالك، تظهر عليه علامات الصدأ، و"البرومة تأكله"، طال عمره لأكثر من 25 عامًا، يستخدمه المواطنون الكادحون في زيارة ذويهم المرضى الغلابة داخل مستشفى بنها الجامعي، حيث لا يجدون نفقات العلاج في المستشفيات الخاصة، ولا يعلمون أن المكان الذي يداوي الجراح، هو المكان الذي تُزهق فيه الأرواح. ومن النظرة الأولى للمصعد المتهالك بالمستشفى، نجد أن المصعد غير صالح للاستخدام الآدمي، فعلامات الصدأ احتلت جميع أجزائه، بالإضافة إلى الأسلاك العارية في حوائط المصعد، فضلًا عن بعض الثقوب والتخبطات في جوانبه، وسقفه المتهالك، في ظل اهتمام إدارة المستشفى بمصاعد الأطباء، وقيادات الجامعة، التي تتميز بالتطوير وتوافر عوامل السلامة والأمان. الأمر الذي ترتب عليه حدوث فاجعة كبرى شهدتها مدينة بنها، مساء أمس الثلاثاء، إثر سقوط أسانسير مستشفى بنها الجامعي، ما أسفر عن مصرع 7 أشخاص وإصابة 4 آخرين. لم تكن الواقعة هي الأولى لسقوط مصعد مستشفى بنها الجامعي، إذ تكررت الواقعة من قبل مرتين إحداهما منذ عام، إذ سقط المصعد دورًا واحدًا فقط دون حدوث أي خسائر بشرية، حيث شاءت الأقدار عدم صعود أي زائر إلى المصعد، لحظة وقوع الحادثة، ثم تكررت مرة أخرى منذ 15 يومًا، إذ سقط المصعد دورًا واحدًا فقط أيضًا، وكانت العناية الإلهية حليفة المرضى وذويهم، فلم يسقط أي ضحايا وقتها. وقال مصدر مسؤول بمستشفى بنها الجامعي، في تصريحات خاصة ل"مصراوي"، أن الشركة الخاصة بأعمال صيانة المصاعد، قامت بمعاينة المصعد عقب سقوطه منذ 15 يومًا، وأرسلت تقريرًا يُفيد بأن حالة المصعد سليمة، ولا تحتاج لأي أعمال صيانة. وأكد المصدر، أن التقرير النهائي للهيئة الهندسية للمستشفيات الجامعية، أرجع سبب سقوط المصعد إلى خروج "البنز" المسؤول عن أحبال المصعد من مكانه. من جانبه قال الدكتور السيد القاضي، رئيس جامعة بنها، إن الشركة الخاصة بأعمال صيانة المصاعد، وقعّت عقدًا منذ 2015، وينتهي في 2020 لصيانة مصاعد المستشفى. وأضاف "القاضي" ل"مصراوي" أن بنود العقد تتضمن تحمّل الشركة المسؤولية كاملة في حالة وجود أية مخالفات في الصيانة، موضحًا أن تقارير الشركة لم توضح وجود أي احتياج لإحلال وتجديد المصاعد الكهربائية، وإلا كان سيتم الإحلال والتجديد في الحال. وتلقت مديرية الأمن إخطارًا من شرطة النجدة بسقوط أسانسير مبنى الجراحة بالمستشفى، والذي كان يضم عددًا من المواطنين أنهوا زيارة لذويهم النزلاء في المستشفى، قبل أن يسقط بهم من الطابق السابع بسبب الحمولة الزائدة، ما أسفر عن مصرع 7 أشخاص، وإصابة 4 آخرين. وشهد المستشفى تجمعًا لأهالي الضحايا الذين حمّلوا القائمين على المستشفى مسؤولية الحادث، رافضين زيارة المحافظ اللواء محمود عشماوي، ويوسف القاضي، رئيس الجامعة، اللذين رافقهما اللواء إيهاب خيرت، مدير الأمن. في حين أمر رئيس الجامعة بتشكيل لجنة موسعة برئاسة نائبه، وعضوية عميد كلية الطب، ومدير عام المستشفيات الجامعية، وعمداء كليات الهندسة بشبرا، والحقوق، والمستشار الهندسي لرئيس الجامعة، ومدير عام الإدارة الهندسية بالجامعة، للوقوف على أسباب الحادث، واتخاذ ما تراه اللجنة من إجراءات، وتحديد المسؤولين عن وقوع الحادث. فيما قرر اللواء محمود عشماوي، محافظ القليوبية، أمس الثلاثاء، صرف عشرة آلاف جنيه، لأسرة كل متوفى، و5 آلاف جنيه لأسرة المُصاب في حادث سقوط أسانسير بمستشفى بنها الجامعي. من جانبه أكّد الدكتور محمود عبدالصبور، عميد كلية الطب بجامعة بنها، غلق استقبال مستشفى بنها الجامعي لحين إشعار آخر، نظرًا للظروف الطارئة التي يمر بها المستشفى، بسبب وفاة 7 أشخاص سقط بهم المصعد من الدور السابع. وأضاف "عبدالصبور" في تصريحات صحفية اليوم، أن قرار الغلق جاء نتيجة أعمال صيانة، وتوقف مصاعد جناح الجراحة، وعدم وجود مصاعد للحالات المرضية التي تجري بعض العمليات الجراحية، مشيرًا إلى التنسيق مع مديرية الصحة بالقليوبية لاستقبال وعلاج الحالات. في سياق متصل أمرت نيابة القليوبية، اليوم الأربعاء، بالتحفّظ على عامل المصعد، والمشرف الفني بمستشفى بنها الجامعي، والتحقيق معهما، بشأن الواقعة. وفحص فريق النيابة المصعد، وجرى تفريغ كاميرات المراقبة، واستدعاء عامل المصعد، لمعرفة ماذا كان يفعل أثناء الواقعة، للتوصل إلى سبب حدوث الواقعة، كما صرحت النيابة بدفن جثث المتوفين.
