لم تتوقف محاولات "نعمة" للتخلص من حياتها بعد رحلة علاجها من أزمة نفسية ألمت بها في أعقاب انفصالها عن "أبو العيال"، فشلت في الأولى، لكن الثانية انتهت بها جثة هامدة من أعلى عقار شقيقتها بمنطقة كرداسة. منذ 5 سنوات، انفصلت صاحبة ال 32 سنة، عن زوجها وشريك عمرها، تاركة معه طفليها، لتعود للعيش بالمنزل الذي نشأت بين جدرانه. أيام قليلة مرَّت على الطلاق حتى فوجئ أهل المنزل ب "نعمة" تقوم بأفعال غريبة فور استيقاظها من النوم، توجهوا بها إلى أحد الأطباء الذي نصح بعرضها على مصحة نفسية، فكانت الصدمة أنها أصيبت بأزمة نفسية لعدم تحملها مرارة انهيار أركان "عش الزوجية". على مدار عامين متتاليين، تتردد "نعمة" على مستشفى الصحة النفسية بالعباسية للخضوع لفحص دوري وتناول بعض العقاقير الطبية أملا في تحسن حالتها، إلا أن الأمور لم تسر على ما يرام، أقدمت السيدة على الانتحار من نافذة منزل شقيقها بالطابق الثاني، لتصاب بكسر في الساق. عقب امتثالها للشفاء، خضعت "نعمة" لفترة علاج مكثف داخل مستشفى العباسية تحت ملاحظة وعناية أسرتها خوفا من تكرار فعلتها الأولى. صباح أمس السبت، توجهت "نعمة" إلى منزل شقيقتها "منى" بالشارع الجديد بمنطقة كرداسة، تناولا سويا وجبة الإفطار، ثم أعطتها شقيقتها حقنة -كما اعتادت كل 15 يوما - لكنها غابل عن الأنظار بعدها، ليبحث سكان المنزل عنها. بعد رحلة من البحث، عُثر على "نعمة عيد سيد"، جثة هامدة بأرضية جراج ملاصق للعقار الذي تقطنه فيه شقيقتها، وتبين أنها أقدمت على الانتحار، وقفزت من أعلى السطح. خلال دقائق، حضرت قوة من الشرطة بقيادة المقدم إسلام سمير، رئيس مباحث كرداسة، وتم فرض كردون أمني بمسرح الواقعة، تزامنا مع وصول فريق من العمل الجنائي والنيابة العامة لمناظرة الجثة. وكشفت تحريات رئيس مباحث كرداسة أن المتوفاة كانت تعاني من أزمة نفسية، وتعالج في إحدى المستشفيات طوال الفترة الماضية، وأنه لا توجد شبهة جنائية في الوفاة، وتم نقل الجثة إلى المشرحة تحت تصرف النيابة للتصريح بالدفن.
